تعد رياضة المصارعة في سورية من الالعاب الفردية المتميزة ولها حضورها القوي في البطولات الدولية والقارية الا انها تشهد في الآونة الاخيرة منافسة قوية مع بقية الالعاب من حيث الممارسة نظرا للتوجه نحو ممارسة الألعاب الأكثر شعبية وفي مقدمتها كرة القدم.
ورغم الانجازات التي حققها منتخب سورية الوطني للمصارعتين الحرة والرومانية في العديد من البطولات المهمة خلال السنوات السابقة الا أن هذه اللعبة لا تزال في نظر الكثيرين لعبة الخشونة والقوة ما دفعهم للابتعاد عن ممارستها خوفا من الإصابات.
وقال رئيس اتحاد المصارعة احمد جمعة ان المصارعة هي لعبة قوة ومن أقدم الالعاب في التاريخ إلا أنها ليست كما يظن البعض انها لعبة قتالية قد تسبب الأذى فهي تمارس ضمن قوانين دولية وضعت للحفاظ على سلامة اللاعبين فالكوادر التدريبية للعبة في سورية تعمل وفق الأسس الحديثة في التدريب الآمن ضمن المراكز التدريبية المنتشرة في المحافظات.
وأضاف جمعة ان اللعبة بحاجة الى ظهور اكثر على الصعيد المحلي من خلال توسيع قاعدة ممارسيها وذلك لا يمكن ان يأتي الا من خلال الاندية عبر اعتمادها الى جانب الألعاب الممارسة فيها لافتا الى ضرورة اعتماد اللعبة مجددا في نادي الشرطة نظرا لأنه خرج ابطالا معروفين في اللعبة إضافة لكونه يعد مصدرا للمواهب الرياضية ومدرسة في استقطاب مواهب المصارعة.
ولفت جمعة الى ان اعداد البطل في المصارعة يحتاج الى رحلة تدريبية مكثفة قد تطول لسنوات لذلك فان وجود الاستثمارات في اللعبة بالشكل الأمثل سيشكل نقلة نوعية في مسار اللعبة ولا سيما بوجود العديد من المواهب كما سيزيد الاقبال اكثر لممارستها وبالتالي المشاركة في البطولات الخارجية بعدد جيد وبمستويات متميزة بعيدا عن المشاركات النوعية التي قد تقتصر على عدد محدد من اللاعبين وهو ما يتم في البطولات الحالية وبالتالي قلة فرص الحصول على الانجازات في الوقت الذي تشارك به الفرق الخارجية الأخرى بعدد كبير من لاعبيها لزيادة فرص الفوز.
وبين مدرب منتخب سورية للمصارعة مازن قضماني أن التحضيرات المحلية التي يجريها المنتخب في صالة الفيحاء الرياضية بدمشق متميزة ومكثفة وتعتمد على القانون الدولي الجديد الذي شهد العديد من التعديلات على زمن جولات النزال والحركات الفنية التي تمنح اللاعبين نقاط الفوز مشيرا الى ان الاستعداد للاستحقاقات الخارجية القادمة يتم وفق خطة مدروسة بدقة بإشراف اتحاد اللعبة.
ولفت عدد من اللاعبين الى ضرورة دعم التحضيرات المحلية بمعسكرات تدريبية خارجية لرفع امكانياتهم الفنية وتطوير مستوياتهم كون اغلب اللاعبين المحليين متقاربين في المستوى ونتائجهم متقاربة ايضا في البطولات الداخلية وعلى راسها بطولة الجمهورية مع غياب المنافسة في عدد من الأوزان لعدم وجود المنافس الحقيقي وبالتالي فان الاحتكاك بات ضروريا مع الفرق القوية في اللعبة.
وكانت المصارعة السورية حققت خلال مشاركاتها الخارجية في العام الماضي نتائج جيدة فقد أحرز اللاعب رجا الكراد الميدالية الذهبية في منافسات المصارعة الحرة ضمن بطولة البحر المتوسط التي أقيمت في إيطاليا كما أحرز عبد الكريم الحسن الميدالية الذهبية في منافسات المصارعة الرومانية في بطولة غرب آسيا التي اقيمت في العاصمة العراقية بغداد.
