أنس السباعي: وصلنا إلى نادٍ رياضي ثقافي اجتماعي بكل معنى الكلمة

بتاريخ: 2019-04-20
text

نادي المحافظة الذي تأسس عام 1988 صار ركناً مهماً من أركان الرياضة الوطنية فهو يقدم لها على الدوام خيرة الأبطال والمواهب التي تعلي علم الوطن في المحافل الدولية والقارية فاستحق أن يكون في طليعة الأندية السورية تفوقاً وليكرّم في أكثر من مناسبة بالمركز الأول.
وكما بدأ استمر النادي برعاية المواهب والخامات الواعدة ولتفعيل هذه الرعاية كان المشروع الضخم (بكرا إلنا) برعاية المواهب الرياضية والثقافية والفنية في زمن بتنا فيه بحاجة للمسة حنان نمسح خلالها ما خلفته الحرب الإرهابية التي شهدتها سورية.
نادي المحافظة من خلال تفوقه الرياضي ساهم بدعم المنتخبات الوطنية ورفدها بالكثير من اللاعبين واللاعبات بل إن بعض الألعاب كان منتخبها الوطني بجله من نادي المحافظة كوادر ولاعبين.
الشاب أنس السباعي عضو المكتب التنفيذي لمحافظة دمشق رئيس قطاع الشباب والرياضة وعضو مجلس إدارة نادي المحافظة ونائب مدير مشروع بكرا إلنا تحدث إلينا في حوار شامل بعد تقديمه التهنئة لإدارة الصحيفة وكوادرها بهذه الانطلاقة والعمل الإعلامي المتميز.

*- كيف تقيم فريق المحافظة بكرة القدم هذا الموسم ؟ هل أنت راض عن موقع ناديك في عدم تأهله للدوري الممتاز؟ وهل كان بالإمكان أفضل مما كان؟
أبارك للفتوة والجزيرة تأهلهما للدوري الممتاز وهاردلك للمحافظة الذي كان خلال السنوات السبع الماضية من الأندية المتميزة بكرة القدم وفي 2015 أحرزنا المركز الثالث وكنا قاب قوسين أو أدنى أن نحرز اللقب لكن للحالة التي وصلنا إليها لما يسمى الاحتراف والوضع الكارثي بالتعامل مع اللاعبين وسوق التنقلات والعقود خسر نادي المحافظة عدداً كبيراً من لاعبيه الذين هم من أبناء النادي وانتقلوا لأندية أخرى تدفع مبالغ مالية كبيرة لايستطيع النادي دفعها فأصبح لدينا نقصاً في بعض المراكز وانخفض مستوى الفريق وهبط للدرجة الأدنى وهذا الموسم مررنا بنفس الحالة وهذا من حق اللاعبين البحث عن عقود مغرية ونحن لانلومهم وإنما نلوم من وضع هذه الألية الاحترافية إضافة إلى أنّ نظام التجمع النهائي الذي جرى في اللاذقية كانت لدينا مباراة واحدة هي التي تحدد من سيتأهل ففاز الفتوة بهدف وتأهل لدوري المحترفين وهذه هي كرة القدم فوز وخسارة وفريق المحافظة وإن لم يتأهل قدّم ماهو مطلوب منه.

*- فكيف ستتجاوزون مستقبلاً هذه المشكلة؟
نحن الأن بصدد وضع دراسة وآلية جديدة لكرة القدم في النادي التي تستطيع فرقه الأخرى (أشبال وناشئين وشباب والأكاديمية) رفد الفريق الأول باللاعبين من أبناء النادي والابتعاد عن المحترفين حتى نحافظ على أنفسنا في الدوري الممتاز إن تأهلنا إليه العام القادم.

*- بشكل عام لماذا لم تحقق كرة النادي النتائج المرجوة رغم الاستقرار الإداري والمالي؟ وما مقترحاتك المفيدة لدوري الموسم القادم؟
الجميع يعرف كيف يتعامل النادي مع الرياضات لاسيما كرة القدم ف 95% من الأندية تعتمد على كرة القدم وتصرف 90% من ميزانيتها على كرة القدم و10% على باقي الألعاب أما في نادي المحافظة فهو لايدفع كتلة كبيرة على الكرة التي تحرص إدارة النادي على تقديم الرعاية الطبية والدراسية للاعبين فما تصرفه بعض الأندية على لاعب واحد يساوي مايصرفه نادي المحافظة على كرة القدم في موسم واحد وبالنسبة للمقترحات لايخفى على أحد أننا حالياً خرجنا من حرب إرهابية كبيرة تعرض لها بلدنا الحبيب سورية ومع ذلك الرياضة استمرت ودوري الكرة بقي في مرحلتيه الذهاب والإياب لكن نحن الآن بحاجة لترميم وتأهيل الملاعب حتى نشاهد كرة قدم جميلة ووضع نظام مالي واحترافي جيد والاهتمام بالقواعد في كل الأندية وتأسيس أكاديميات لكرة القدم والأهم من ذلك نحن بحاجة للنظر في الحركة الإدارية باتحادات الألعاب حتى نستفيد ونؤهل جيل الشباب المحترف والمتميز بشكل صحيح في كل المجالات.

*- هناك أصوات تنادي برفع عدد أندية الدرجة الممتاز إلى 16 فما رأيك؟
أصوات كثيرة ارتفعت في أعوام 2012و2013و2014 لتقليل عدد الفرق التي وصل عددها إلى 20 كما هو الحال في الدوري الاسباني لكن سعينا من خلال الجمعية العمومية لاتحاد الكرة إلى تخفيض العدد لأننا إذا أردنا أنّ نتحدث فنياً يجب ألا يزيد عدد أندية الدرجة الممتاز عن 10 أندية.

*- يعتبر نادي المحافظة الرقم الأول والصعب في معادلة الرياضة السورية ..فماهي الوصفة التي تعملون بها في مجلس الإدارة حتى جعلتم من النادي الأنموذج الذي تطمح إليه القيادة الرياضية للاقتداء به كناد رياضي واجتماعي وثقافي؟
أندية الهيئات من أنجح التجارب فالجيش والشرطة والمحافظة يقدمون حوالي 70% من اللاعبين للمنتخبات في مختلف الألعاب وهذا دليل على الاستقرار الإداري ونادي المحافظة منذ تأسيسه عام 1988 كان الهدف منه رياضي واجتماعي وثقافي ونحن نعمل على هذا الأساس فمثلاً ممنوع تواجد أي لاعب في النادي غير مسجل في مدرسة تعليمية كما أننا نهتم بالحالة الاجتماعية والتواصل مع أهالي اللاعبين في كل الألعاب كما أن النادي يعتمد على أهل الاختصاص وهو لم يظهر بهذا الشكل إلا بالعمل الإداري والدعم من الإدارة المحلية ومحافظة دمشق ومجلس المحافظة ومجلس إدارة النادي الذي ينفذ كل الخطط بطريقة علمية ونموذجية لتحقيق نتائج إيجابية في كل المجالات.

*- هل النتائج التي يحققها النادي رياضياً مقبولة قياساً للدعم والإمكانات المالية ؟
ماقبل الحرب على سورية في 2011 كان يقدّم النادي حوالي 300 بطلاً رياضياً حققوا ميداليات في مختلف البطولات ومابعد 2011 اختلف الوضع بسبب صعوبة السفر وعدم منح الفيز وقلة المشاركات الخارجية قلّ عدد النتائج لكننا حافظنا على الأبطال إضافة إلى إطلاق مشروع بكرا إلنا والاهتمام بالأجيال المكتشفة من خلاله فنحن لدينا الأن 54000 ألف طفل في المشروع و 1200 موهبة حقيقية في مختلف المجالات.

*-البعض يقول بأن ناديكم يتجه للاهتمام بالجوانب الاجتماعية والثقافية والفنية أكثر من اهتمامه بالرياضة ؟ماردك على ذلك؟
للأسف أصبحت كرة القدم هي المقياس فعندما تكون النتائج جيدة تكون أمور النادي ممتازة لكن نادي المحافظة لديه أبطالاً في كل الألعاب ونحن راضون عن كوادرنا وهدفنا على الدوام رفع علم بلدنا في البطولات الخارجية من خلال تقديم لاعبين للمنتخبات من نادي المحافظة ولايكاد يمر شهر إلا ويكون هناك أبطال من النادي متوجين عربياً أو أسيوياً أو دولياً.

*- هل حقق مشروع (بكرا إلنا) أهدافه التي انطلق بها قبل (5) أعوام؟
أوجه تحية هنا للمربي الفاضل والدي محمد السباعي الذي أعتز وأفتخر به للإنجازات التي قدّمها من خلال عمله في النادي قبل وخلال الحرب على سورية فهو استطاع أن يزرع بذرة المشروع بدعم من محافظ دمشق ومجلس المحافظة الذين قدّموا كل الدعم لتحقيق النجاح فمشروع بكرا إلنا لم يأتي من فراغ فهدفه وفكرته كانت لإخراج أطفال مدينة دمشق من هول الأزمة التي عصفت بوطننا الغالي وتقديم الدعم النفسي وكل مستلزمات زرع البسمة على وجوههم وإيصالهم إلى الشعور بالأمان والحب والسلام والثقة بالمستقبل وقد تحققت هذه الفكرة ووصلنا إلى الهدف وأكد أطفال دمشق بل أطفال الوطن عموماً أنهم فعلاً بناة المستقبل المشرق.
أهم ما تحقق في هذا المشروع مع الأطفال: تعميق حب الوطن والحفاظ على خيراته واحترام رموز سيادته (قائد الوطن – جيش الوطن – علم الوطن – نشيد الوطن – دستور الوطن) وترسيخ المحبة والتعاون والحوار بين كل أطياف المجتمع بعيداً عن أي اعتبارات أخرى لنصل إلى بناء أسرة سورية واحدة وإخراج الأطفال من هول الأزمة وتقديم كل ما يلزم لهم ليكونوا بناة سورية المستقبل.

*- أخيراً .. هل استفاد ناديكم من هذه التجربة؟
بكل تأكيد وحالياً لا يوجد لدينا لعبة ممارسة في النادي إلا ويوجد فيها عدد كبير من القواعد والمواهب المتميزة.
سنقوم برعاية هذه القواعد والمواهب والعمل على تطوير مستواهم الفني وحتى هؤلاء سيستفيد منهم النادي والألعاب لأكثر من 15 سنة قادمة.
هؤلاء هم نواة مشروع البطل الأولمبي وقد تم بناؤهم وطنياً ورياضياً وثقافياً واجتماعياً وقد كان للتعاون مع أهاليهم الدور الأبرز بالوصول إلى هذا النجاح ولهم منا كل الاحترام والتقدير وأنا متفائل جداً حيث الآن وصلنا إلى نادٍ رياضي ثقافي اجتماعي بكل معنى الكلمة ولا ينقصنا سوى توفير الأماكن والمواقع اللازمة لتحقيق النشاط الاجتماعي والثقافي لكل كوادرنا ومع إعادة إعمار الوطن سيتحقق هذا إن شاء الله.

صفوان الهندي

 

 

اضافة تعليق

back-top