المذيعة زينة مخلوف: أمارس رياضة الجري بين ألغام الحياة ولاشيء يوقفني

بتاريخ: 2020-09-24
text

إعلامية من طراز فاخر على قناة الإخبارية السورية..استطاعت أن تضع بصمتها الخاصة على مختلف البرامج التي عملت بها.. جادة في عملها تتمتع بالجمال والذكاء وتمتاز بالهدوء وسرعة البديهة..
زينة مخلوف لم تقتنع بأنّ جمال المذيعة هو جواز السفر الأول للنجاح في عملها بل تمردت عليها لتثبت بأنها إعلامية متمكنة قبل أن تكون مذيعة جميلة.. اختارت الخوص في القضايا الاجتماعية الشائكة رغم صعوبتها، تقول بأنها لا تعرف الغيرة بين المذيعات ولا تؤمن بالألقاب الجمالية.. استضفناها في هذا الحوار الذي نفرده لكم..

*- سنبدأ من القضايا الاجتماعية التي تطرحينها في برنامج (صباحنا غير) على الإخبارية السورية، الى أي مدى تشعرين بأهمية طرح مثل هذه القضايا ؟
صباحنا غير يطرح مواضيع اجتماعية ثقافية وصحية تلامس نبض الشارع السوري.. هي مهمة لأنها ترصد الأجوبة على أسئلة الناس عن مواضيع مختلفة كما تسلط الضوء على مواهب ونشاطات سورية..لا أطرح القضايا بشكل سطحي ولكنني أعالجها كإنسانة من منبر يحاكي كل مشاهد، لذلك فهي تصل إلى قلوب المشاهدين قبل آذانهم وعيونهم .

*- هل تشعرين بأن هناك تفاعلاً مع هذه القضايا وهل تساهم في توعية الجمهور ؟
هناك تفاعل من خلال الأسئلة التي تردنا والاقتراحات وهو أمر يسعدنا إلى أبعد الحدود .. وخاصة في القطاع الاجتماعي الحديث والجديد على مجتمعنا باختصاصاته المتعددة لأنه يتناسب طرداً مع أسلوب حياتنا الحالية وكيفية مواجهة الصعوبات الحياتية..

*- برنامج (صباحنا غير) من أهم البرامج الصباحية على القنوات السورية، ما السبب وراء نجاح البرنامج؟
نجاح البرنامج هو ثمرة تعب سنوات وجهد فريق وإدارة بأكملها ..جميعنا نبحث عن المفيد والممتع للمشاهد.. إضافة إلى العفوية والبساطة في الطرح والقرب من الناس وتراكم المعلومات التي تصقل الخبرة والتحضير واهتمامنا بكافة فئات المجتمع هو السبب الرئيسي وراء نجاح البرنامج، فربة المنزل، والمرأة العاملة، والشاب المراهق، وطالب المدرسة، والرياضي كل منهم يجد له حيزاً في هذا البرنامج.

*- بما أنك محبة لمجال الإعلام .. ما سرّ تخصصك الجامعي في الأدب الإنكليزي ؟
انا خريجة أدب انكليزي من جامعة دمشق تقدمت للإخبارية السورية عندما كانت عبارة عن بث تجريبي في البرامكة وقبلت بالمعلومات السياسية والعامة وخضعت لدورة في معهد الإعداد الإعلامي بدمشق في التقديم والحوار ودورات أخرى منها في لبنان بمركز الأبحاث والدراسات في إدارة الحوار وفي إيران أفلام وثائقية (تحرير وإعداد وتقديم) ,لكن الأدب الإنكليزي هو عبارة عن ثقافة صقلت حبي للإعلام مسرحيات شكسبير كنت أقوم بقراءتها بصوت إذاعي ..الأدب الإنكليزي ثقافة وبرأيي مهم في مجال الإعلام

*- ماهي أبرز المحطات في حياتك المهنية ؟
قدّمت تقارير مهمة ميدانية مع الجيش العربي السوري كما كان لديّ برنامج بين العسكر الذي يرصد جانباً أخر من حياة الجيش اجتماعية وقتالية وإنسانية وتبعه برنامج شارك في الانتخابات الرئاسية وبعده برنامج جبهات الحياة لجرحى الجيش وبرنامج صباحنا غير وبرنامجي الحالي كاميرا المواطن الذي يعالج قضايا خدمية تهم المواطن إضافة لأفلام وثائقية أهمها فرسان البحر مع الكلية البحرية وفيلم مع السفراء.. وبالمجمل قدمت على مدى ٨ سنوات أهم التقارير الداخلية والميدانية وعلى الهواء مباشرة.

*- غالباً ما تكون المذيعة متهمة بجمالها, بأنه سبب نجاحها, هل أتهمت بمثل هذا الاتهام ؟
المذيعة هي واجهة أية قناة تعمل لها ومسلط عليها الضوء.. اتهمت بأن الجمال كان معياراً وأية مقدمة برامج ستتهم بذلك لكن الموهبة أكبر دليل على أن الجمال لايكفي للاستمرار إن لم تصقله الثقافة والخبرة والتميز ..محبة الناس التي تحصدها في مصداقية مانقدم هي نتاج جهد ومثابرة واستمرار

*- هناك عدة مذيعات يقدمن في برنامج (صباحنا غير).. هل هناك غيرة بين المذيعات؟
لا أحد يأخذ مكان أحد ..كل مذيعة متميزة بشخصيتها وأسلوبها ونحن فريق واحد وعائلة جمعتنا ظروف الحرب والحب للوطن والعمل بأقسى الظروف.. الغيرة هي منافسة لا أكثر ولا أقل وهي معادلة مشروعة لخلق جو عمل صحي..

*- ماذا عن برامج التواصل الاجتماعي هل سرقت الأضواء من الإعلام المسموع والمشاهد والورقي؟
لا أحد ينكر أهمية مواقع التواصل بسلبياتها وإيجابياتها رغم التشكيك بصحتها لذا برأيي الإعلام بأنواعه مسموع ومقروء أدرك أهمية المنافسة في ظل السرعة والحرب الإعلامية بين الواقع وما يفرضه الانترنت وأن الكل أصبح إعلامياً ومحللاً للأحداث لذا واكب الإعلام عصر السرعة فكل البرامج أصبح لها صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي وكذلك المحطات الإخبارية..هي منافسة للإعلام المرئي لكن مصادرها أشخاص وليست مصادر رسمية وتفتقر المصداقية أحياناً وأحياناً أخرى مفيدة في نقل الخبر ونحن نحاول مواكبتها عبر برامج أيضاً لمعرفة الصحيح من المغلوط منها خاصة أنها متاحة بأي وقت للجميع فهي سلاح ذو حدين ولدينا بث مباشر أيضاً لكل من يحب مواقع التواصل الاجتماعي..

*- ماهو الفرق بين البرنامج المباشر والمسجل .. وأين تجدين نفسك ؟
البرنامج المباشر يظهر سرعة البديهة لدى المذيع وأسلوبه وأدائه من دون مونتاج.. هو يصلك مباشرة مع الناس بطبيعية أما المسجل تتحكم فيه من حيث المدة والمؤثرات ويخضع لعملية المونتاج.. أحب المباشر لأنه متعة حقيقة يصقل خبراتك

*- إلى ماذا يحتاج العمل الإعلامي ؟ وما الذي يجب أن يركز عليه الإعلامي الناجح ؟
العمل الإعلامي بحاجة لجرأة بالطرح والموضوع ..يحتاج للبحث عن الحدث وليس نقله.. يحتاج لصنع الخبر..الإعلامي الناجح يجب أن يكون لديه الشغف لصنع الحدث لا الواجب من هنا يخلق الإبداع لو كان بسيطاً في ظل الإمكانيات التي نمر بها.. الناس ترى الظاهر لا أحد يعلم ماهي، صعوبات العمل الإعلامي بحق.. الجرأة والشغف والتكلم بحال الناس مانحتاجه اليوم..

* من أكثر الشخصيات التي تأثرت بها في حياتك المهنية؟
الشهيدة يارا عباس فتاة عشرينية جابهت الحرب وضحت بنفسها لتنقل حقيقة مايجري.. كانت صديقة شغوفة وطموحة... أيضا كنت أحب أوبرا وينفري المشهورة ببرامج talkshow

*- ماهي الطريقة التي تحبين التميز بها؟
أعتبر أن المصداقية والعفوية مايميزني.. الجرأة والمغامرة في الطرح.. والمواضيع الجديدة التي أحاول أن تكون مميزة.

*- هل مهنة المذيعة تسرق الفتاة من حياتها الخاصة؟
أعتقد ذلك.. كمية التعب والوقت والجهد.. يمكن أن تسرق أوقاتاً اجتماعية أو تفكير الإعلامي بنفسه.. ربما سرق الإعلام مني وقتاً لكنه أعطاني خبرة حياتية من ٢٠١١ الى اليوم.. عمر يمر.. أتمنى أن ألتفت قليلاً لنفسي.. مع التوازن مع عملي الذي أحبه..

*- يقولون عنك: "لا تقبلين إلا أن تكوني في المقدمة".. لماذا؟
لا أعلم من يقول ذلك... لكن إذا قالها زملاء أو أناس فهذا يسعدني لأنني أسعى لأن أقدّم المواضيع بشكل جديد ويشبه مايفكر فيه جميع السوريين.. أسعى للتميز بالطرح والتقديم والأداء ومن منا لا يسعى إلى التميز وأن يكون من الأوائل في عمله وجهده .. المقدمة بالنسبة لي يعني ثمرة جهد وليس تكابر على عمل ..

*- هل المذيعة السورية مظلومة؟
المذيعة السورية لانستطيع القول أنها مظلومة بل عملنا في أصعب فترات الحرب.. قد تظلم في وضعها بغير مكانها أو عدم تقدير جهد ما او اجتهاد ما.. هذا مايظلم المذيعات..

*- ما هي علاقتك بالمكياج والازياء والأناقة ؟
أحب عالم الأزياء والمكياج والأناقة لكن في عملي الميداني أربط شعري دون مكياج لأكون من الناس ومعهم.. في المباشر أضع القليل من المكياج الناعم فأنا أفضله أكثر والشعر منسدل أغلب الاحيان وأسلوبي بالأزياء بين السبور والسبور شيك..

*- هل تمارسين الرياضة؟
أمارس الرياضة لكن مع كورونا أصبحت أتبع الجري والمشي مع تمارين سويدية منزلية.. أتمنى أن أعود للنادي الرياضي فالرياضة فعلاً حياة أخرى..

*- كيف تصفين نفسك؟
أصف نفسي بأنني أمارس رياضة الجري بين ألغام الحياة لاشيء يوقفني ..جريئة وطموحة وأحب عملي وأعطيه الكثير ..أحب المغامرة أحياناً وأعرف أنني فتاة ناضجة وعقلانية ..من ناحية أخرى أمتلك شخصيتين واحدة متزنة وأخرى مغامرة وبرجي هو الجوزاء

*- أجمل اللحظات عندك؟
حين نغطي خبر انتصار أو فرحة بسورية... عيوننا ترصد فرحة القلوب أكثر من الكاميرا.. (كل مايحيي بلدي يفرحني).

*- ما الذي تبحثين عنه؟
عن الراحة النفسية في ظل مانمر به من ضغوطات حياتية.. الأمان والسلام الداخلي وأبحث عن طموح ليس له حدود في العمل.. أن أكون بصمة ولست حالة عابرة..

*- زينة.. ماذا عن أحلامك؟
تقديم برنامج اجتماعي حواري ضخم أعالج فيه قضايا الناس ومشاكلهم.. أتمنى العمل بأسلوب جديد وأن أجرّب العمل مع محطات عدة.. السوري متميز فهو تدرب بأفضل مدرسة التلفزيون السوري لذا هو قادر على التميز أينما وجد.
صفوان الهندي

 

اضافة تعليق

back-top