تشرين الأمل والإرادة

بتاريخ:

في السادس من تشرين الأول عام 1973 اندفعت قواتنا المسلحة الباسلة فوق بطاح الجولان ووديانه وهضابه وصولاً إلى أعلى القمم في جبل الشيخ لتعيد صياغة التاريخ وتكتب صفحاته من جديد باللغة التي يجب أن تكتب بها والتي لا يفهم العدو الصهيوني الغاشم لغة غيرها.. إنها لغة القوة النابعة من ضمير ووجدان رجال عاهدوا الله والوطن والشعب والقائد على أن يحفظوا الأرض ويحموا العرض ويحرسوا التراب المقدس بأهداف العيون وخفقات القلوب قبل حمايته بالتضحية والفداء وقوافل الشهداء..

mofak jomaa

في ذلك اليوم الأغر تقدم رجال جيشنا، رجال الله، رجال الحق ليضعوا حداً لأسطورة الجيش الذي لا يقهر وليكسروا ذراعه الطويلة وكان لهم ما أرادوا بقاماتهم المنتصبة وبوقع أقدامهم الهادرة، اندفعوا شلالاً من العطاء والتضحية والفداء ليسقوا آمال العرب كل العرب في انتصار الإرادة وشموخ التوثب والصمود إكراماً لقدسية الأرض السورية المباركة، واحتراماً وتعظيماً لصلابة الإنسان فيها فكان العنوان الأبرز في تاريخ الأمة وأوطانها "انتصار تشرين" كنتيجة حتمية لحرب تشرين التحريرية التي حررت الإرادة إرادة الإنسان العربي وحررت الأرض وأعلنت ميلاد المقاومة الصلبة مقاومة العقيدة والإيمان واقعاً ومنهجاً وسلوكاً وثقافة لتبقى هذه المفاهيم تسري من عروق الآباء إلى دماء الأحفاد والأبناء متدفقة ووهاجة بالعزيمة ذاتها والإرادة نفسها وبالعنفوان والكبرياء المتناميين رغم مرور واحد وأربعين عاماً على الانتصار العربي السوري المدوي.. نعم الأبناء والأحفاد مازالوا اليوم في خندق النار يحملون الراية يخوضون بكل الإصرار حرب الانتصار الجديدة على عصابات التكفير وأعداء الإنسانية ووحوش الغابات الذين اجتمعوا على الضلال والنهب والتخريب والقتل والسرقة والتدمير، أعداء البشرية الذين تربوا في أحضان اللصوص الأغراب والأجراء الأعراب. الأحفاد والأبناء يخوضون اليوم أشرف المعارك وأقساها وأشدها مكسراً ويسطرون ملاحم البطولة الأسطورية في كيفية التصدي للغزو البربري القادم من كل أنحاء العالم وفي كيفية الدفاع عن الحق والفضيلة والمعتقدات والشرف والمقدسات والأرض والإنسان. انتصارات تشرين تتجدد كل يوم وتكبر في القلوب والعيون والصدور السورية واقعاً وإرادة وعزيمة وتضحية وتتجسد الآن نصراً وفوزاً بإرادة شعب عظيم وبسالة جيش لا يلين وقيادة قائد ملهم وحكيم السيد الرئيس بشار الأسد. شعب وجيش وقائد يدخلون التاريخ من أوسع أبوابه ويعيدون صياغته بحروف من ضياء وكرامة وعزة ومجد وعنفوان وكبرياء.. في الذكرى الحادية والأربعين لانتصار تشرين سلام الله على أرض التسامح السورية وسلام الله على الجيش الباسل وعلى الشعب الأصيل الصابر وسلام الله ورعايته للقائد الحكيم الشجاع الأمين المؤتمن الرئيس بشار الأسد.

 

اضافة تعليق

back-top