ربا زرقة: غامرت واتجهت إلى التحكيم وبرعت فيه بشهادات داخلية وخارجية

بتاريخ: 2020-05-15
text

تعتبر الحكمة السورية ربا زرقا أول امرأة آسيوية تحصل على شارتين دوليتين في كرتي القدم للصالات والعشب.. دخلت عالم الرياضة من باب ألعاب القوى في صفوف نادي المحافظة منذ عام 1995 ثم انتقلت إلى كرة القدم وتمّ اختيارها للمنتخب الوطني لكرة القدم النسائية..انتقلت بعدها إلى التحكيم في عام 2006 وشاركت في جميع الدورات والاختبارات التي أقامها (الفيفا) والاتحاد الرياضي العام، ونالت أول شارة دولية للتحكيم في الصالات عام 2011 ثم نالت الشارة الدولية للتحكيم على الملاعب العشبية عام 2015 اختصاص حكم مساعد.. وفي العام 2017 نالت شارة التحكيم الدولية للنحبة من الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) فكيف استطاعت ربا أن تشقّ طريقها نحو ما آمنت به ؟ وكيف تحدت نفسها والمجتمع وذللت كل الصعاب؟ وماهي طموحاتها المستقبلية ؟
تعجبك أفكارها .. لها حضور جميل.. واثقة من نفسها.. أحلامها عريضة وخطواتها محسوبة بدقة.. استضفناها ربا وكان هذا الحوار فلنقلب أوراقه..

*- كيف بدأت مسيرتك وأصبحت حكماً دولياً في كرة القدم؟
بدأت مسيرتي الرياضية كلاعبة كرة قدم في نادي المحافظة في عام 2002 ولعبت مع منتخب سورية لكرة القدم بعدها ذهبت إلى اتحاد كرة القدم السوري وطلبت منهم أن يسمحوا لي بالانتساب إلى أسرة التحكيم فرحب الجميع بالفكرة من خلال ما يشاهدونه في الدول الأخرى فدعموني وساندوني وتوجهت للتحكيم باتباع العديد من دورات الصقل والتأهيل التي كان ينظمها اتحاد كرة القدم كما خضعت لدورات آسيوية ودولية في التحكيم ونلت الشارة الدولية في العام 2017 بعد أن تجاوزت اختبارات نخبة حكام آسيا إلى جانب 3 حكمات من الأردن ولبنان وفلسطين مثلن العرب في اختبارات نخبة آسيا وقمت بتحكيم العديد من المباريات ضمن الفئات العمرية للعبة منذ عام 2006 إضافة إلى تحكيم عدد آخر منها في الدوري التصنيفي للرجال في العام 2016 ونصف نهائي ونهائي كأس الجمهورية 2017 كما تمّ تكليفي بعدد من مباريات الدوري الممتاز في مواسم سابقة.

*- ما شعورك وأنت أنثى تخوضين في مجتمع شرقي مجالاً عرف عنه أنه ذكوري؟
هذا الأمر يجعلني أتميز وأنا عندما انطلقت في بداية التجربة فعلت ذلك من أجل أن أكون مختلفة فعندما تكون في مكان ليس مكانك بالمبدأ فإن الأنظار ستتجه نحوك ومن هنا أرى أنني أتميز بكوني حكماً في كرة القدم .. أما بالنسبة لموضوع المجتمع وشرقيته فالأمر يتوقف على وجهة نظر العائلة في الموضوع لأن العائلة دائماً ما تكوّن مجتمعاً مصغراً وبالنسبة لي لم أعان إطلاقاً من قبل أهلي في مسألة خوض كرة القدم وحتى بعد أن أصبحت حكماً .

*- مامدى تقبل عائلتك للعمل في ميدان التحكيم؟
قررت دخول التحكيم بعد أن تلقيت التشجيع والدعم من والدي وأصدقائي فالوصول إلى القرار الصحيح ضمن المباراة يحتاج إلى التدريب والالتزام وسرعة البديهة والتمركز الصحيح والفنيات العالية وقوة الشخصية أما في المنزل فزوجي يشجعني كثيراً وهو السند الأساسي بسبب تقبله لعملي وطموحي وأظنّ أنّ المرأة صاحبة رسالة في الحياة وهناك طرائق كثيرة لإيصالها وأنا أحاول ذلك من خلال تربية ابني دانيال وابنتي روجينا ومساعدة ومشاركة زوجي في حياته .

*- ما الذي جذبك لهذه المهنة؟
أولاً لا فرق عندي بين الرجل والمرأة الموضوع يتعلق بما فطرت عليه فأنا منذ صغري أتابع مباريات كرة قدم فأحببت ممارستها لكنني في ضوء المتابعة كان يلفت انتباهي هذا الرجل الذي يختلف عن لاعبي الفريقين في كل شيء فهو يرتدي ملابس مختلفة ولا يلمس الكرة إطلاقاً لكنه في ذات الوقت هو المسيطر داخل المستطيل الأخضر ويحدد أحكامه خلال 90 دقيقة وتماشي موقع الحكم وسيطرته على الأمور داخل في الملعب مع طموحي بأن أتميز وأكون شيئاً غريباً في المجتمع ولذلك غامرت واتجهت إلى هذا المجال وبرعت فيه بشهادات داخلية وخارجية .

*- ملاعب الكرة مليئة بالشغب وتحمل أيضاً بعض الكلمات الجارحة والمخجلة كيف تواجهين مثل هذه المواقف؟
لديّ فكرة كاملة عما يحدث في الملاعب ومن أراد الخوض في هذه التجربة عليه أن يتحمل تبعاتها وأنا أملك الإصرار والإرادة والثقة ولن أتأثر بما حولي لأنني أسعى إلى تحقيق هدفي الذي هو أملي ولن يثنيني عنه أي شيء.

*- ماهي الأمور التي يجب أن يتمتع بها الحكم؟
أمور عديدة أهمها قوة الشخصية وأن يكون قادراً على كيفية التركيز والخروج من العديد من المواقف والصعوبات بهدوء وخصوصاً في حال عدم تقبل الجماهير واللاعبين لبعض القرارات ويجب أن يكون اللاعبون مطلعين على القانون والتعديلات لأنه هنا تحدث الأخطاء وسلاح الحكم الوحيد قانون اللعبة والتمكن منه للخروج بمباراة سليمة وناجحة دون اعتراضات ومشاكل.

*- مامدى تقبل الجمهور واللاعبين فكرة وجود امرأة بين الحكام ؟
الجمهور في بادئ الأمر لم يرتح لفكرة وجود المرأة بين الحكام وأيضاً اللاعبون وكنت أتعامل معهم بالملعب وخلال اللقاءات بالضحكة والمزاح والنكت.

*- ماتقييمك لكرة نادي المحافظة الأنثوية الذي انطلقت منه؟
نمتلك في النادي فريقاً كروياً متألقاً وعريقاً وهو من أفضل الفرق النسوية السورية وفريقنا منذ عام 2004 حتى الآن بطل الدوري النسوي الذي يشارك فيه عدة أندية من مختلف المحافظات السورية.

*- لماذا لايهتم اتحاد الكرة والأندية السورية بالكرة الأنثوية؟
قبل الأحداث التي مرت بها سورية كانت لدينا فرقاً أنثوية ودوري والأن بدأت بالعودة تدريجياً من خلال اهتمام بعض الأندية وتفعيل الكرة الأنثوية وهذا العام أقام الاتحاد دوري للسيدات أفرز مواهب واعدة باللعبة.

*- هل تنصحين الجنس اللطيف بالانخراط في هذه المهنة وممارسة كرة القدم؟
بكل تأكيد فالتحكيم مهنة ممتعة لايشعر بها إلا من يمارسها وممارسة كرة القدم والرياضة بالنسبة للمرأة تقوي من شخصيتها وتعطيها فرصة لإثبات وجودها وذاتها وتمنحها فرصة لأداء دور إيجابي بالمجتمع.

*- من هي أول حكمة كرة قدم في العالم؟
الألمانية بيبيانا شتينهاوس أول سيدة في التاريخ تتولى التحكيم في مباراة كرة قدم للرجال عندما حكمت في مباراة بالدوري الألماني وأدرج الاتحاد الألماني اسمها في لائحة الحكام المشاركين في (البوندسليغا) كحكم رئيسي.

*- كيف توفّقين بين عملك وبين تربية دانيال وروجينا؟
أنا أم (شاطرة) والحمد لله أستطيع التوفيق بين أولادي وعملي ولا أسمح للرياضة بأن تجعلني أماً مهملة .. حقيقة الأمومة هي شعور يختلف من امرأه لأخرى وبالنسبة إليّ الأمومة تعني أشياء كثيرة، المحبة والحنان هما أساسها وهذه مشاعر متواجدة بداخلي بقوة لذلك أحرص دائماً على أن أجعلهما يشعران بهذه المشاعر الطيّبة والفيّاضة المتواجدة بداخلي بشكل دائم لأن الأمومة حقاً أجمل إحساس بالعالم.

*- وماالروشته التي تعملين فيها للحفاظ على لياقتك ورشاقتك؟
الجسم أشبة بمحرك السيارة يحتاج إلى الصيانة لنحافظ على صحته ولياقته لذا من المهم جداً المحافظة عليه من خلال ممارسة الرياضة بانتظام. وشخصياً أنا أعيش نمط حياة صحي من خلال العناية بصحتي وجسدي وغذائي.

*- لو أننا امتطينا جياد أحلامك فإلى أين ستحملنا؟
بعد أن أثبت جدارتي محلياً في المستطيل الأخضر وأمام آلاف الجماهير العاشقة للكرة السورية أطمح بتحكيم المباريات في أضخم حدث رياضي كروي وهو كأس العالم فلا شيء مستحيلاً لأن الإرادة القوية التي تعلمناها كسوريين نتحدى بها أقوى الظروف وهي سلاحنا لرفع علم بلدنا عالياً في المحافل الدولية.
صفوان الهندي

 

 

اضافة تعليق

back-top