روشانا مراد: الرجبي.. تجسيد مثالي لقوتي البدنية والعقلية

بتاريخ: 2021-11-05
text

مشوارها وسعيها الدائم وحبها الكبير للرجبي، خير دليل على أن هذه اللعبة ليست حكراً على الرجال، روشانا مراد شابة رياضية واثقة بنفسها وقدراتها، في عينيها بريق التحدي وحب الحياة وروح الأمل , تشجيع مدربها ومن حولها جعلها تخطو متألقة في ميدان الرجبي إلى الأمام، أعطت لرياضتها كل طاقتها فأعطتها الروح الإيجابية، تضيء كشمس متألقة بالحضور الجريء والثقافة الواسعة واللباقة الآسرة فأهم مايلفت النظر لشخصيتها عفويتها وتلقائيتها التي تتعامل فيها مع الجميع.. في هذا الحوار تتحدث روشانا لاعبة منتخب سورية بالرجبي عن مشوارها الرياضي بنجاحاته وتحدياته ...وإليكم التفاصيل:

*- كيف بدأت ممارسة الرجبي؟ ولماذا اخترت هذه اللعبة تحديداً؟
انضمامي للعبة كان منذ انطلاقتها في سورية وعلى وجه التحديد في محافظة السويداء عن طريق دعوة إحدى الصديقات لي وهي الآن مساعد كابتن منتخب سيدات سورية ومن أفضل اللاعبات "رغد أبو عمار" , وعلى الرغم من أنني كنت أشق طريقي في لعبتي المفضلة كرة السلة منذ الصغر إلا أنه بعد التعرف البسيط على لعبة الرجبي أحببتها وشعرت بالانتماء لها فكانت التجسيد المثالي لقوتي البدنية والعقلية إضافة إلى روح الفريق والرابطة القوية بيننا كلاعبات التي أراهن كل من في الوسط الرياضي أنني لن أجد ما يشبهها.

*- هل الرجبي لعبة عنيفة؟
تبادر لذهني هذا السؤال سابقاً وكان الجواب ..حتى الحياة عنيفة ولا أحد يعلم قد يفاجئك حجر صغير بشارع تتعثر به فتجد نفسك في المستشفى..باختصار لعبة الرجبي لا تخلو من الاحتكاك القوي ولكن حتى هذا الأخير هناك قوانين وتعليمات تحكمه وعند التزامي كلاعبة بهذه القوانين أكون قد حميت نفسي..لكن ممارسة الرجبي تترك بعض الندوب والعلامات نفتخر بوجودها بأجسادنا وحتى وجوهنا أحياناً لأنك عندما تكون في خضم المباراة تشعر أنك في حرب تقاتل أنت ورفاقك كجنود من أجل نصر وأي جندي يستمتع بندوب حربه كذلك نحن من نلعب الرجبي.

*- ما رأيك بوجهة النظر القائلة إن الرجبي رياضة لا تناسب الأنوثة؟ وهل تنصحين الجنس اللطيف بالانخراط في ممارسة الرجبي؟
برأيي الشخصي أنه من الرائع القدرة على التنسيق وإعطاء كل ذي حق حقه فنحن كسيدات منتخب سورية للرجبي عندما يتطلب الأمر أن نكون إناثاً ستجدنا سيدات مجتمع بكل معنى الكلمة وفي بيئة العمل نكون بكامل الجدية والمسؤولية وفي الملعب نكون لاعبات ومحاربات نبتغي النصر ..والفتاة السورية جعلتها الحرب إنسانة مرنة مسؤولة مستعدة لكل مايأتيها , وبرأيي أنصح كل أنثى أن تنضم لنا وتمارس لعبة الرجبي لأنها ستضفي لشخصيتها الكثير من القوة والثقة وميزات عدة لم تكن تعلم أنها تمتلكها.

*- ماهي الأمور التي يجب أن تتمتع بها لاعبة الرجبي ؟
لعبة الرجبي تجمع بين عدة رياضات من حيث المواصفات المطلوبة للاعبين فهي تتطلب القوة البدنية والسرعة واللياقة والذكاء والقدرة على اللعب الجماعي والتواصل والقدرة على التحمل وأن تكون اللاعبة على قدر من المسؤولية بحيث تتحمل مسؤولية مركزها وتعطيه حقه وبذلك يستطيع أي انسان ممارستها إذا خضع لتدريبات منظمة وموجهة لأن كل ماسبق من صفات يستطيع أي إنسان العمل عليها وتطويرها بشكل كبير.

*- متى دخلت اللعبة إلى سورية ؟ وكيف تسير خطوات نشرها حالياً؟
بالنسبة إلى الرجبي النسائي بدأت في سورية عام 2018 ويتم نشرها حالياً بواسطة المدرب الرائع "ظافر القزاح" لما يقوم به من جهود كبيرة وكان ذلك واضحاً في الفترة الأخيرة حيث وصلت اللعبة إلى التلفاز والمواقع الالكترونية وأصبحت نسبة لابأس بها في سورية تتحدث عن اللعبة إضافة إلى دور اللاعبات في نشرها بين أصدقائهن مما ساهم في زيادة عدد اللاعبات المنضمات لعائلة الرجبي.

*- ماشعورك عند تحقيق سيدات سورية للميدالية الفضية في البطولة العربية الأولى للسيدات التي جرت في الاسكندرية العام الماضي؟
كان شعوراً رائعاً كله فخر عند تحقيق هذا الإنجاز وخصوصاً أنها تعتبر المشاركة الاولى رسمياً بعد فترة تحضير قصيرة وبإمكانيات بسيطة.

*- هل تستفيدين من الرياضة في إقبالك على الحياة؟
الإفادة الحقيقية للرياضة وعلى وجه الخصوص الرجبي ما أضافته إلى شخصيتي من ثقة وقوة وحضور وقد عززت لديّ روح الجماعة والعائلة وكل ذلك بفضل وجود شخص حكيم ومدرب مجتهد بكل ماتعنيه الكلمة من معنى المدرب "ظافر القزاح".

*- ماذا عن الصعوبات التي واجهتك؟ وكيف تغلبت عليها؟
عندما تقرر أن تكون مسؤولاً عن حياتك بكاملها فذلك يتطلب منك العمل والجد لتحافظ وتلبي متطلبات الحياة وأنا كسيدة في العام السادس والعشرين من عمري كان من الصعب عليّ الموازنة بين العمل الذي هو ضروري لمتطلبات الحياة المادية والتفرغ للتمارين والتدريبات و لعبتنا على وجه الخصوص لا وجود لاتحاد خاص بها وبالتالي نحن كلاعبات لانمتلك حقوقنا حتى نمتلك ميزات خاصة بنا تساعدنا على تقديم أفضل مالدينا كلاعبات لأننا بكل بساطة نستطيع تحقيق كل مانريده بتوافر المعطيات اللازمة , لكن بإصراري وعزيمتي وبوجود مدربي وأصدقائي والإنسان الذي أحب الذين كانوا عوناً وسنداً تمكنت من التغلب على هذه التفاصيل والمضي قدماً في تطوير نفسي بهذه اللعبة.

*- ما الذي ينقص الرجبي النسائية في سورية لتكون في أعلى مستوياتها؟
الذي ينقص الرجبي النسائي المزيد من الاهتمام من قبل الاتحاد الرياضي العام متمثلاً بالدعم الكامل من التجهيزات والملاعب فنحن طوال فترة تدريبنا ومعسكراتنا لم يكن لدينا ملعب رجبي مخطط خاص بنا إضافة إلى عدة تفاصيل فنحن كلاعبات بمواصفات قياسية من قوة وسرعة ولياقة وتحمل وذكاء متوفرين والخبرة التدريبية متوفرة متمثلة بالكوتش "ظافر القزاح" من تونس الغني عن التعريف والذي وصل بمنتخب سيدات تونس إلى كأس العالم واستطاع أن يجعل من سيدات سورية بعد شهر ونصف من التدريب لاعبات يواجهن لاعبات أجنبيات مجنسات ويتغلبن عليهن كما حدث في بطولة غرب آسيا التي أقيمت في السادس من تشرين الأول الماضي في قطر , نستطيع الوصول وبكل تأكيد إلى كأس العالم بعد 4 أو 5 سنوات لنواجه فرقاً عالمية ونرفع علم بلادنا ويعزف نشيد وطننا في المحافل العالمية .

*- خلف كل نجاح شخص، من وقف خلف تحقيق هدفك ودعمك؟
أنا الآن لاعبة في منتخب سيدات سورية للرجبي منذ 2018 وحتى 2021 وذلك بفضل وجود أشخاص كان لهم الدور الأكبر في استمراري وتطوري على كافة الأصعدة وخصوصاً في الأشهر الأخيرة فكان لدعم صديقاتي لاعبات المنتخب دوراً مهماً في استمراري وإصراري على المتابعة فقد كنا دائماً العون والسند لدعم بعضنا البعض ومواجهة كل مايعترض طريق كل واحدة منا , ولن أنسى من وقف لجانبي دائماً وكان ولازال الداعم الأكبر وصديق التعب قبل النجاح وهو من أحب وأوجه امتناني الكبير لمدربي التونسي "ظافر القزاح" الذي كان معلماً ومدرباً ومثالاً أعلى في الحياة وفي الملعب فقد علمنا الصدق والقوة والشجاعة وأن نكون أناس طبيعيين بحق .

*- رسالتك للمسؤولين عن الرياضة في سورية تجاه لعبة الرجبي؟
أتمنى المساعدة والمبادرة في تشكيل اتحاد خاص بلعبة الرجبي وبذلك كل لاعب ولاعبة سيتمتع بحقوقه كرياضي من تجهيزات رياضية ومستحقات مادية وتخصيص ملاعب لهذه الرياضة وذلك لتنفيذ كل الخطط والتوجيهات التدريبية كما يجب على ملعب حقيقي مما يجعلنا كلاعبات نمتلك القدرة على التأقلم مع أي ملعب كان في أي مشاركة خارجية إضافة لذلك أحث المسؤولين على الاستفادة بقدر الإمكان من وجود مدرب بخبرة دولية في سورية الذي وكما ذكرت سابقاً استطاع أن يصل بمنتخب سيدات تونس إلى كأس العالم ونحن سيدات سورية لا نقبل بأقل من ذلك "المشاركة في البطولات العالمية" لأننا ببساطة نستطيع.

*- ماذا عن الطموحات المستقبلية؟
كثيرة وأولها أن أصبح لاعبة محترفة في لعبة الرجبي وأن اكمل الدراسات العليا في اختصاصي علم الأحياء وأن أكون كمدربي مثال يحتذى به في الرياضة وفي الحياة.
صفوان الهندي

 

 

اضافة تعليق

back-top