لاعبة المنتخب الوطني بالمبارزة أفروديت أحمد: أحلم بالمشاركة في أولمبياد طوكيو 2021

بتاريخ: 2020-04-01
text

بثبات تام وتركيز شديد تقف أمام منافسيها على ساحة المبارزة توجه ضرباتها بإتقان وسرعان ما صنعت لنفسها إسماً في بطولات سورية والعرب.
لا تخفي عشقها اللا محدود للرياضة التي أعطتها الكثير ومازالت تنهل من معينها ورؤيتها لشقيقتها في إحدى المرات وهي تمارس المبارزة بالسلاح غيّرت أحلامها تماماً وقررت أفروديت أحمد ممارسة اللعبة لتجد نفسها ضمن منتخب سورية للسيدات تُمثله في الكثير من البطولات الخارجية.. معها كان هذا الحوار لتقديم ملامح بطلة شابة واعدة برياضة النبلاء والفرسان..

*- لماذا اخترت رياضة المبارزة؟ وكيف وجدتها؟
المبارزة كانت ثاني لعبة أمارسها بعد الجمباز التي بدأت فيها حياتي الرياضية عندما كان عمري ستة أعوام والتي اضطررت لتركها خلال سنوات الحرب على سورية وتحديداً في العام 2012 بسبب ظروف الإقامة وتغيير السكن من دمشق إلى (صافيتا ) ولم تكن توجد صالة جمباز لمتابعة التدريب وخلال هذه الفترة كنت أتردد في أيام العطل والإجازات مع شقيقتي أورنينا وهي تكبرني بعام واحد وتلعب المبارزة وطلبت مني في إحدى المرات مرافقتها لصالة تشرين الرياضية لمشاهدتها ومتابعة اللعبة التي أحببتها ولفت انتباهي الملابس والسلاح الذي تحمله فقررت تعلمها وممارستها وأن أبدأ بالتدريب خاصة وأنني وجدت في هذه اللعبة أشياء كنت بحاجة لها في تلك الفترة مثل القوة والثقة بعد خسارة منزلنا وسفر أصدقائي وعمل والدي وإقامته بعيداً عنا.

*- ما هي أبرز البطولات التي شاركت بها والنتائج التي أحرزتها؟
بطولات كتيرة و متنوعة شاركت فيها محلياً وعربياً ودولياً وأحرزت عدة ميداليات ذهبية ببطولات الجمهورية ( آخرها كان دهبية السيدات بسلاح الإيبيه هذا العام) وذهبية البطولة الدولية بالجزائر وبرونزيتان وفضية بالبطولة العربية بالكويت كانون الثاني ٢٠١٩ وذهبية وفضية بالبطولة العربية التي جرت في الكويت أيضاً في كانون الأول 2019.

*- ممارستك لهذه اللعبة ألم يكن بمثابة تحد بالنسبة لك خاصة أن طبيعة لعبة السلاح تجعلها أقرب إلى الرجال من الفتيات؟
لم أفكر بهذا الأمر أبداً وأشعر أن رياضة المبارزة هي قدري خاصة أنها تناسب شخصيتي واللياقة التي اكتسبتها من الجمباز ساعدتني كثيراً في الانخراط بهذه اللعبة وقطع أشواط كبيرة في التدريب وتعلم مهاراتها وبذل الجهد والإصرار لتحقيق نتائج جيدة في كل بطولة أشارك بها.

*- هل وجدت اعتراضاً من أسرتك على ممارسة اللعبة؟
على العكس وجدت دعماً وترحيباً من أسرتي وأصدقائي عندما شعروا بشغفي الشديد تجاه اللعبة وتقدمت فيها بسرعة حتى انضممت لمنتخب السيدات وكما ذكرت شقيقتي أورنينا هي التي أوصلتني إلى أول الطريق في هذه اللعبة ومازالت تتابع خطواتي أولاً بأول..

*- ما شعورك في أول مرة تحملين فيها السلاح؟
كنت متحمسة لمسك السيف واستخدامه كأبطال الأفلام الخارقين عندما يكتسبوا قوة أو قدرة معينة ولم أشعر بأية رهبة بل العكس استمتعت بالتجربة في بدايتها فهي ليست لعبة عنيفة كما يراها البعض بل لعبة إثارة تعتمد على الهجوم والدفاع.

*- هل المبارزة بالسيف تجعلك عرضة للإصابة أحياناً؟
بدلة اللعب مصنوعة من مادة معينة سميكة لا يخترقها السيف وأيضاً الخوذة التي نرتديها على الرأس لا تسمح للسيف باختراق الجسم وتعرضت لإصابات كثيرة.. وبشكل عام كل الرياضات خطرة بدرجة معينة وبرأيي الإصابة تمنعنا من الوقوع بنفس الخطأ مرة ثانية.

*- كيف تنظرين إلى واقع رياضة المبارزة السورية؟
المبارزة السورية غنية بالأبطال الذين يحتاجون لمزيد من الاهتمام والرعاية واكتشاف مواهبهم ليستطيعوا تحقيق المنافسة ورفع علم الوطن على منصات التتويج العالمية.. للأسف برأيي كلاعبة ودون الخوض بتفاصيل كل مشكلة القائمين على اللعبة فهم مقصرون بحقها .. توجد موارد وإمكانات بشرية كبيرة لكم دون استثمار أمثل فيها..

*- أيهما أصعب اللعب بالنسبة لكِ الفردي أم الجماعي مع المنتخب؟
اللعب مع الفريق تكون مسؤولية الفوز مقمسة علينا جميعاً وأكون مسؤولة عن نجاح غيري من اللاعبات وهذا أصعب كما أنها حمل كبير لأن الميدالية التي نحرزها عند التتويج يدعوننا باسم المنتخب السوري واسم سورية غال علينا يجعلنا نبذل كل الطاقات للفوز بالمراكز الأولى وهو ما نشعر به أثناء الوقوف على منصة التتويج ونحن نسمع نشيدنا الوطني يرفرف علمنا عالياً أكثر من كل الأعلام الموجودة وصراحة نحن نقاتل كرمى لهذه اللحظات والميدالية الذهبية الأخيرة بالبطولة العربية في الكويت التي أحرزتها مع زميلتي نجلاء الشرقي و ماري علي عن فئة السيدات تمثل طريقتنا بالتعبير عن حبنا لسوريتنا ويومها اجتمعنا قبل يوم من اللعب و قلنا (ياذهب يا أما ولا شيء) أما اللعب الفردي فأنا مسؤولة عن نفسي فقط.

*- الإعلام مجال مهني صعب جداً .. فلماذا اتجهت نحو دراسته؟
الإعلام حلمي منذ طفولتي .. حاولت التفكر بغيره لكنني لم أستطع.. الحلم الذي نكبر عليه يقوم ببناء شخصيتنا ويدفعنا لبذل الجهد لتحقيقه وهذا ماكان حيث أنني الأن في السنة الثالثة بكلية الإعلام في جامعة دمشق.

*- هل سنراك يوماً ما معلقة رياضية أم حددت اتجاهاتك؟
أنا مع أن تدخل المرأة في جميع المجالات ومنها التعليق وأنا أعارض من ينتقد ذلك ويقول أنّ التعليق بحاجة لانفعال قد لا يليق بفتاة.. وبالنسبة لي حالياً لايستهويني هذا المجال لكنني لست ضده.

*- لماذا ترتبط الرياضة بالرجل دائماً فمن النادر أن نجد مذيعة تهوى هذا المجال؟
في الزمن الماضي كانت الرياضة والاعلام الرياضي حكراً على الرجال فقط ولكن رأينا اليوم الكثير من البطلات السوريات في البطولات المحلية والدولية وبعضهن وقفن على منصات التتويج ونرى أيضاً شاشاتنا السورية و العربية يوجد فيها العديد من المذيعات وهذه خطوة جيدة فلا أعتقد أنّ الرياضة والإعلام الرياضي مازالت ترتبط بالرجال فقط..

*- هل تشجعين وجود العنصر النسائي في وسائل الإعلام الرياضية؟
بالتأكيد .. هذا المجال الذي اخترته لنفسي أنصح غيري به وأي أمر يتناوله جنس واحد يفقد أحد ألوانه وكي نرى الصورة كاملة نحن بحاجة لرؤية الرجل والمرأة وإنطباعهما وفي الواقع نرى جمهورنا أصبح يهتم ويقدر وجود المرأة بالإعلام الرياضي و قدرتها على إكمال الصورة.

*- هل الرياضة ضرورية لجمال الفتاة؟ وهل هي سر حفاظك على جمالك ورشاقتك؟
الرياضة ضرورية لجمال الإنسان بغض النظر عن كونها سيدة أو رجل.. الطاقات السلبية التي بداخلنا بسبب ضغوطات الحياة تحولها الرياضة لطاقة عمل وإنجاز والشخص الرياضي دائماً أكثر قدرة على مواجهة كل الظروف من ناحية التقبل و صفاء الذهن.. بالنسبة لي مباراة مبارزة واحدة كفيلة كي تحررني من كل قيود وصعوبات الحياة.

*- بماذا تحلمين على المستوى الرياضي وفي حياتك الشخصية؟
أحلم بالمشاركة في أولمبياد طوكيو 2021 لتمثيل سورية والحصول على ميدالية أيضاً وعلى المستوى الشخصي أسعى دائماً إلى النجاح في الإعلام وفي الرياضة معاً بالتوازي لإثبات أنّ الرياضة لا تعيق عن النجاح في الحياة العملية.
صفوان الهندي

 

 

اضافة تعليق

back-top