محافظ حمص : حالة التعافي ستنعكس إيجاباً على تطور رياضة المدينة وأشجع وأدعم جميع الأندية

بتاريخ: 2019-04-08
text

من يزور مدينة حمص سرعان ما تتغير لديه تلك الصورة التي رسمها في مخليته عن حجم الدمار الذي لحق بها بسبب الحرب الإرهابية التي شهدتها المدينة في الفترة السابقة، وسوف يُفاجأ أيضاً بسيرورة الحياة في تفاصيل حاراتها وأزقتها الكبيرة، لتنجح المدينة بخلع ثوب الحزن والخراب وترتدي ثوباً مزركشاً بعناوين ملؤها المحبة والتسامح والتعايش تحت سقف واحد هو محبة الأم سورية.
ما شاهدناه كوفد إعلامي زار المدينة يوم الأربعاء الماضي كان مفاجئاً، بعدما لمسنا عودة الحياة إلى طبيعتها، ولمسات إعادة البناء في المنشآت الرياضية بدأت تتضح، ورياضات المدينة عادت تزهو وتنتج كما كانت في سابق عهدها في كل المستويات، فالأندية استعادت هيبتها، وتغلبت على عثراتها، وتخلصت من همومها وشجونها، وحتى من ديونها المالية التي شكلت عبئاً ثقيلاً عليها في المرحلة السابقة.
كل ما ذكرناه لم يأت ويتحقق من العدم، وإنما جاء نتيجة الرؤية الصائبة للقيادتين السياسية والرياضية، إضافة إلى محبة وطيبة أهل حمص المعطائين.
زيارتنا بدأت بمفاصلها الممتعة من اللجنة التنفيذية، ومن ثم ناديا الكرامة والوثبة، مروراً بفرع الحزب، وانتهاء بزيارة السيد المحافظ طلال برازي، فالحديث معه كان ممتعاً وشيقاً فتحدث بإسهاب مما عانته المدينة، وعن المرحلة المشرقة التي باتت تتلمسها من جديد.
«الوطن» بعد الاجتماع انتحت به جانباً، وأجرت معه الحوار التالي:هل لرياضة حمص موقع مهم بين اهتماماتكم بالفترة الحالية؟
«لاشك أن حالة التعافي التي تشهدها مدينة حمص تقترن بعودة الحياة إلى كل القطاعات الاقتصادية والاجتماعية والرياضية منها، وتعد الرياضة من أهم هذه القطاعات بعد عودة الحياة إلى ملاعبنا وصالاتنا، إضافة للقاءات الدولية والإقليمية بمشاركة رياضيين من مدينة حمص، حتى إن بعض الرياضيين شاركوا من خلال الاتفاقات التي تمت مع بعض الدول الصديقة ويأتي في مقدمتها روسيا الاتحادية عن طريق محافظة المدينة، وإضافة إلى إعادة تشكيل الفرق الرياضية واستيعاب الشباب والأشبال من جميع الأندية، وعودة نادي الفروسية كان له الأثر الكبير والمهم في تثبيت حالة التعافي التي تشهدها المدينة، إضافة إلى أنه تم في العام الماضي ولادة ناد جديد (المحافظة)، وهو ناد ثقافي رياضي، وقد بدأ نشاطاته أيضاً، وسيكون له دور فاعل في المرحلة المقبلة».
الرياضة باتت صناعة فهل باستطاعتكم تأمين مقومات النجاح لرياضة حمص؟
«طبعاً نحن قادرون على تأمين كل مقومات تطور الرياضة بالمدينة من خلال بناء الملاعب والصالات، وتكريم الفائزين، وتأمين بعض النواحي المادية بالاتفاق مع الاتحاد الرياضي العام».
هل سنرى منشآت رياضية جديدة في حمص قريباً؟
«لدينا في المدينة منشآت رياضية كبيرة ومهمة، وهي بحاجة إلى إعادة تأهيل من أجل أن تقلع من جديد، وسوف تشهد الحركة الرياضية بالمدينة الكثير من الخطوات الجيدة في سبيل تطوير مستوى الرياضة بشكل عام».
قبل الحديث عن إعادة بناء الحجر هل لديكم رؤية لإعادة بناء البشر رياضياً؟
«هذا سؤال بمكانه، ومن المؤكد أن هذا الشيء ضمن أولوياتنا، ولا شك أن الدعم الثقافي والاجتماعي، ومعهما الجانب العملي المتمثل بالجامعات والمعاهد والمدارس، كل ذلك سيساهم في بناء البشر الذي يعد ركناً أساسياً في إعادة الإعمار».
نادي الكرامة كان متألقاً وحالياً ألعابه متراجعة فهل تتوقع أن يعود إلى سابق عهده؟
«حقيقة تأثرت رياضة حمص بسبب الحرب الإرهابية، ولا شك أن التعافي يحتاج إلى بعض الوقت، وما شهدناه في العامين الماضيين يعد خطوة جديدة وإيجابية لما تأثرت بها أندية المدينة خلال الحرب، وأعتقد أن الأندية قادرة على العودة للمراتب الأولى في المواسم المقبلة القريبة».
هل يمكن أن نرى أندية نموذجية في المرحلة المقبلة بالمدينة؟
«إن شاء اللـه هذا ما نخطط له، وتم افتتاح أكاديميات للأطفال والأشبال (رياضية مخصصة) بدأت عملها منذ فترة، وباتت تفرز المواهب للأندية التي ستقوم على تطوير مستواهم ما ينعكس إيجاباً على تطور المنتخبات الوطنية بشكل عام».
ما رأيك بالنقلة النوعية التي يشهدها نادي الوثبة؟
«كل الأندية يجب أن تشهد نوعاً من التقدم والتحسن في الأداء والمشاركة، ونادي الوثبة شهد بعض النقلات النوعية بفضل التخطيط السليم لإدارته، ونادي الكرامة أيضاً سيشهد نقلات جديدة في المرحلة القادمة، ورياضة حمص بخير».
بصراحة هل أنت وثباوي أم كرماوي؟
(يضحك): «أنا مع الحركة الرياضية في حمص، وأشجع جميع الأندية، وأقف على مسافة واحدة منها جميعاً».
| حمص- مهند الحسني

 

اضافة تعليق

back-top