إيمان الزعبية: كرة الطاولة ساعدتني في بناء شخصيتي الحالية

بتاريخ: 2020-07-29
text

المهندسة إيمان الزعبية شابة سورية رياضية واثقة بنفسها وقدراتها، تشجيع من حولها جعلها تخطو متألقة إلى الأمام، أعطت لرياضتها كل طاقتها فأعطتها الروح الايجابية ..شقت طريقها نحو النجاح في عالم كرة الطاولة باختراق كل الأبواب وتحدي الصعاب سواء كلاعبة أومدربة وقيادية كما اقتحمت مجال الإعلام الرياضي واشتهرت به خلال عملها في صحيفة الرياضية..وهاهي تتحدث لنا في هذا الحوار عن مشوارها الرياضي بنجاحاته وتحدياته...

*- بين لحظة البداية وهذه اللحظة ثمة عناوين في رحلة إيمان الزعبية الرياضية .. هلا اطّلعنا على أهمها؟
هي عناوين كثيرة ومحطات عديدة أهمها : من مؤسسي لعبة كرة الطاولة بنادي المحافظة عام 1989 حيث كنت لاعبة ثم مدربة وإدارية ومشرفة عامة للعبة بالنادي وعضو مجلس إدارة وحالياً رئيس قسم الرياضة بمشروع بكرا إلنا - لاعبة منتخب وطني بكرة الطاولة بالفترة 1990-2000 وحققت فيها العديد من الميداليات على المستوى العربي والدولي - عضو مجلس إدارة نادي المحافظة بالفترة من 2003 ولغاية 2019 - عضو اتحاد كرة الطاولة السوري سابقاً- حائزة على العديد من الشهادات في الإدارة الرياضية إضافة لشهادات عربية ودولية بتدريب كرة الطاولة وشهادات تخصصية بمجال الإعلام الرياضي
الذي عملت فيه من خلال صحيفة الرياضية بالفترة 2003ولغاية 2012 وقمت بتغطية العديد من البطولات المحلية والدولية .

*- تحملين شهادة الهندسة ..فلماذا اتجهت نحو الرياضة؟
لم أتجه للرياضة على حساب الهندسة أو للهندسة على حساب الرياضة فكلاهما يعمل على البناء فالرياضة تعمل على بناء الإنسان فيما الهندسة تعمل على بناء مايحتاجه الإنسان
وعندما درست الهندسة المدنية كان لديّ حلم بالعمل على المساهمة بوجود منشآت رياضية حضارية في سورية تساهم في تطوير العمل الرياضي وتلبية احتياجات الرياضيين والحمد لله فقد أنجزت جزءا من هذا الحلم خلال الفترة التي عملت فيها معاوناً لمدير المنشآت الرياضية بدمشق إضافة لكوني جزءاً من الفريق الذي أعد العديد من الدراسات الخاصة بمنشأة نادي المحافظة الحضارية.

*- هل أنت اليوم هو ماكنت تتوقعين تحقيقه يوم بدأت مشوارك الرياضي مع كرة الطاولة؟
عندما بدأت مشواري الرياضي مع كرة الطاولة كل ما كنت أحلم به هو تحقيق إنجازات ترفع علم الوطن عاليا في المحافل العربية والدولية بالتوازي مع تفوقي الدراسي ومع مرور السنوات وتحقيقي للعديد من الإنجازات وجدت نفسي قادرة على الإبداع في القيادة وتحمل المسؤولية فبدأت الأحلام تكبر وتتحول لحقيقة ولازال لديّ الكثير لأقدمه للرياضة السورية.

*- كيف تنظرين إلى واقع رياضة كرة الطاولة في سورية؟
كرة الطاولة من الألعاب التي لها تاريخ حافل من خلال إنجازات أبطالنا في ثمانينات القرن الماضي وتراجعت بفترة من الفترات ثم عادت لتنطلق بقوة منذ عدة أعوام حيث أننا نسيطر بقوة على بطولات غرب آسيا بفئات الواعدين والواعدات والشبلات والناشئات والسيدات وننافس في فئة الأشبال والناشئين وبسبب القرار الجائر على مشاركة سورية بالبطولات العربية حرمت منتخباتنا من العديد من المشاركات الخارجية ومع هذا فنحن لدينا قاعدة متميزة من اللاعبين وعلى اتحاد اللعبة العمل على الاستفادة من هذا الكم والحفاظ عليه وتطويره.

*- هل صحيح أن الممارس للعبة في سن مبكرة يزيد نسبة نجاحه من المتأخر في ممارستها؟
بالتأكيد هذا صحيح ولهذا نسعى للبدء مع لاعبينا بأعمار صغيرة مع أن هذا مرهق لصعوبة لعبة كرة الطاولة حيث أنها تحتاج لتركيز عال ولتوافق عضلي عصبي كبير وأعتقد أن هذه النظرية صحيحة بأغلب الألعاب الرياضية حيث يتعلم الطفل المهارات الأساسية بعمر صغير وبعدها يتم تطوير المهارات ودمجها .

*- بصفتك عضوة سابقة في اتحاد اللعبة ..كيف يمكن أن نطورها ونوسع قاعدة ممارسيها ؟
لابد من زيادة الاهتمام بها وتسويقها إعلامياً لزيادة شعبيتها وبالتالي زيادة عدد الممارسين لها - إعادة تفعيل الرياضة المدرسية والاستفادة من انتشار المدارس في جميع المناطق لرفد قواعد اللعبة - تفعيل المراكز القاعدية والنوعية بالأندية والتنفيذيات - تفعيل تجمعات المنتخبات الوطنية في المحافظات المتفوقة باللعبة
وتأمين تجهيزات اللعبة من الدول الصديقة وتوزيعها على الأندية بأسعار مناسبة- زيادة المشاركات النوعية والمفيدة لمنتخباتنا - استقدام مدرب أجنبي بكفاءة عالية لتدريب منتخباتنا وصقل مدربينا .

*- ما موقع اللعبة في نادي المحافظة.. وهل تلقى الاهتمام المطلوب؟
تعودنا في نادي المحافظة أن تحظى جميع الألعاب بالدعم والاهتمام من إدارة النادي ولهذا نالت لعبة كرة الطاولة اهتماماً كبيراً كونها من الألعاب المتفوقة والتي نالت بطولات الدوري والجمهورية لعدة فئات على مدار السنين الماضية وقدمت للمنتخبات الوطنية الكثير من اللاعبين واللاعبات الذين رفعوا علم الوطن عالياً بالعديد من البطولات العر بية والقارية والدولية ونملك في نادي المحافظة عدداً كبيراً من المواهب ذات الأعمار الصغيرة والتي هي من نتاج مشروع بكرا إلنا ونتوقع لهذه المواهب أن تكمل الطريق الذي بدأناه قبل ثلاثين عاماً وبالتوازي نعمل على إعداد العديد من الكوادر التدريبية والإدارية والتي من شأنها أن تحافظ وتطور العمل بالمستقبل ولابد من التنويه أن معظم لاعبينا ولاعباتنا يجمعون التفوق الدراسي إلى جانب التفوق الرياضي فلدينا أبطال وبطلات يحملون الشهادات من كليات الطب والهندسة والتجارة ... وهذا كله بفضل اهتمام وتوجيه إدارة النادي وبالأخص الأستاذ محمد السباعي الذي كرّم أبطالنا مرارا لتفوقهم العلمي والرياضي .

*- كيف تعملون على إعداد وتحضير لاعبة النادي بكرة الطاولة هند ظاظا التي تأهلت لأولمبياد طوكيو 2021؟
هند ظاظا هي الجوهرة التي اكتشفناها في نادي المحافظة منذ أن كان عمرها ست سنوات وقمنا بصقلها ورعايتها حتى حققت إنجازاً غير مسبوق للرياضة السورية وصارت حديث وكالات الصحافة المحلية والعالمية كأصغر لاعبة تتأهل لأولمبياد طوكيو يتم إعدادها حالياً بمعسكر مغلق وتمّ وضع خطة إعداد بدني وفني ونفسي إضافة لخطة لمشاركاتها الخارجية وصولاً لموعد الأولمبياد.

*- في أي العملين وجدت نفسك أكثر كلاعبة أم قيادية؟
كل مرحلة من المراحل كنت أعيشها بكل إخلاص وشغف وأقدم لها الكثير من الإخلاص والجهد لأني شخص يعشق النجاح والتفوق ولكني وجدت نفسي أكثر كقيادية لقدرتي على التأثير باختيار القرار الصحيح بالتوقيت الصحيح من جهة ولقدرتي على مساعدة اللاعبين والمدربين والاداريين وحثهم على تحقيق الإنجازات ولكوني كنت لاعبة ومدربة وإدارية مثلهم كان لديّ القدرة أكثر من الآخرين على فهمهم وتفهم احتياجاتهم وتأمينها لهم والقدرة على أن أكون صوتهم .

*- يقولون أن رياضة كرة الطاولة تساعد كثيراً في صقل شخصية ممارسها... فهل أنت صاحبة شخصية قوية؟
كرة الطاولة لعبة تحتاج لتركيز عال ودقة عالية والقدرة على اتخاذ قرار ضرب الكرة باللحظة المناسبة وبالطريقة المناسبة وخلال أجزاء من الثانية وهذا الأمر ساعدني كثيراً في بناء شخصيتي الحالية والتي أعتبرها قوية وبذات الوقت فيها الكثير من المرونة مع القدرة على اتخاذ القرار الصحيح والعمل على تنفيذه بالشكل الأمثل .

*- ماذا علمتك الحياة؟
هي دروس كثيرة أهمها أن الحب والعطاء والخير الذي ينبع من داخل الإنسان ويفيض لمن حوله لابد من أن يثمر يوماً ويعود على الإنسان بكل الخير فكل ماتزرعه ستحصده يوماً ما.

*- ما هي عوامل النجاح من وجهة نظرك؟
المثابرة والإخلاص إضافة لصفات فردية تتعلق بشخصية الإنسان وقدراته .

*- ما رسالتك للمرأة من خلال تجربتك في العمل الرياضي؟
عندما تملكين الثقة بنفسك وبقدراتك تستطيعين صنع المستحيل ..لا تنظري لأي عقبات تقف أمامك وتجاوزي بعملك وثقافتك كل الحواجز التي قد توضع بطريقك واستمري فالنجاح سيكون حليفك

*- مامدى ارتفاع الحواجز أمام خطواتك؟
عندما تمتلك الإيمان والإصرار بداخلك ممزوجاً بإمكانيات في شخصيتك وعلمك وثقافتك لايهم كم يكون ارتفاع الحواجز التي تعترض خطواتك فعلى مدى عمري الرياضي والمهني مررت بحواجز كثيرة كنت أتخطاها بإيماني وقدرتي على النجاح وثقتي بأن الله معي دوماً وبدعم من أسرتي وزوجي ومن أشخاص كانوا السند والملاذ بنصائحهم وإرشاداتهم لي .

*- أخيراً.. ما هي طموحاتك التي تعملين على تحقيقها؟
عائلياً : أن أمنح أولادي كل مايمكنهم من خوض حياتهم بسعادة ونجاح وثبات
مهنياً :أن أترك أثراً وبصمة نجاح في كل مكان أكون فيه

بطاقة شخصية :
إيمان الزعبية مهندسة مدنية في محافظة دمشق
حائزة على العديد من الشهادات بالإدارة الرياضية والاعلام الرياضي
متزوجة وعندي طفلان يوسف وكرم هما أغلى شيء في حياتي
صفوان الهندي

 

اضافة تعليق

back-top