احترافية في اتحاد الكاراتيه حولته من مستهلك إلى منتج وداعم... ميا لصحيفة تشرين :النادي هو الأساس في لعبتنا ونعاني عدم قيام بعض اللجان الفنية بدورها

بتاريخ: 2019-12-01
text

 حققت الكاراتيه خلال السنوات الخمس الماضية نهوضاً كبيراً في اللعبة على مستوى الكوادر التدريبية والتحكيمية والإدارية، إضافة لإقامة البطولات المتنوعة محلياً، وهذا ما أثمر عن نتائج متميزة للاعبين واللاعبات في أهم البطولات المعتمدة دولياً، إضافة إلى محافظته على نشاطاته الداخلية التي نفذها بشكل منظم ورائع، كهدف لم يتراجع عنه لأنه الأساس في تطوير اللعبة ورقيها ونهوضها.
الخطوات التي خطاها اتحاد الكاراتية بقيادة ربانه جهاد ميا تدل على الاحترافية الرياضية التي ننادي إلى تطبيقها في كل اتحادات الألعاب، سواء من حيث التمويل الذاتي لكل نشاطاته الداخلية والخارجية، ما شكل محط إعجاب القيادة الرياضية التي دعمت هذا الاتحاد بخطواته والتي ساعدته في مسيرته وهذا ماجعل اتحاد اللعبة يتحول إلى رابح وشريك حقيقي للقيادة الرياضية من خلال دعم رياضته أولاً ومن ثم المكتب التنفيذي من خلال وارداته التي كانت تأتيه من خلال إقامة الدورات التدريبية والتحكيمية ورسوم المشاركات في البطولات.
فالنادي في رأيه هو حجر الزاوية المتين الذي تبنى عليه رياضتنا والذي من دونه لايمكن أن تتطور أو تنطلق الرياضات نحو التقدم وتحقيق المنافسة المنشودة نحو رياضة المستويات.
لنتابع ماقاله ميا في حوار خاص لـ«تشرين» عن تجربته الاحترافية التي طبقها على لعبته وتمكنها من النجاح بها إلى حد ما، رغم الصعوبات التي واجهته في طريقه وتجاوزها كلها بصلابة قوية وإرادة لاتلين لأنه مؤمن بعمله وواثق بكوادر لعبته الذين يعملون معاً كفريق واحد:
استثمار الإمكانات
بداية تحدث ميا عن آلية عمل الاتحاد قائلاً: خطتنا في الأساس مبنية على تحسين واستثمار الإمكانات بشكل أمثل، لذلك جاءت النتائج في البطولات الدولية متميزة وحصد فيها أبطالنا مراكز متقدمة في كل البطولات التي شاركوا فيها، وكذلك البطولات المحلية التي تم تنفيذها بدقة، لتؤكد أن اتحاد الكاراتيه يسير وفق نهج يتبع فيه أحدث أساليب التطوير والنهوض باللعبة.
مشاركاتنا الخارجية كانت تقييماً لنتائج عملنا واختباراً لاستراتيجية مجلس إدارة الاتحاد من جميع النواحي، وهدفنا واضح وهو اتباع العلمية في العمل لأننا في مرحلة التأسيس وبناء هيكلية كاملة لرياضة الكاراتيه السورية، هذه الهيكلية التي تعتمد على روزنامة الاتحاد الدولي. ولأول مرة يصنف لاعب سوري بالمركز السادس عالمياً بوزنه وفق تصنيف الاتحاد العالمي للكاراتيه وأيضاً لدينا حكمان دوليان، وهذا يحصل لأول مرة في تاريخ سورية، ومشاركتنا في الدوري العالمي للكاراتيه أثبتت وجود الكاراتيه السورية رغم عقبات السفر وظروف الأزمة.
الرياضة صناعة
وعن رياضة الاحتراف وتطبيقها في اتحاد الكاراتيه قال: الرياضة صناعة و لم تعد تلك الهواية التي تمارس بالملاعب والصالات، وأي مشروع صناعي يجب أن يمتلك رؤية استثمارية لأن القطاع الرياضي من أكثر القطاعات ربحية عالمياً، وهو يحتاج مصاريف تأسيس لمرحلة محددة وبعدها يبدأ بتحقيق أرباح تساهم في استمرارية وتطوير أي لعبة. لذلك أنا مع احتراف اللعبة بالمطلق. والسبيل لتحقيق ذلك هم أبناء اللعبة، وهم قادرون على تطويرها من كل النواحي وخاصة المالية، ويبقى حجر الأساس في ذلك النادي.
وهذا ما نخطط ونعمل من أجله، فأفكارنا وخططنا جاهزة تساهم في جعل الأندية تضع رياضة الكاراتيه ضمن أهم أولوياتها. وهذا مانعمل من أجله للوصول إلى الاحتراف، حتى يكون النادي هو الأساس والرديف لمنتخباتنا، ويكون كل ناد بمنزلة المنتخب الرديف، أما بخصوص اكتشاف المواهب فلدينا منهاج كامل ونعتمد على الخبرات العلمية المختصة بانتقاء اللاعبين وفق متطلبات اللعبة، وقد طبقنا هذه الآلية في هذا العام وفق مقاييس ومعايير علمية موضوعة ومصممة من مختصين وأعطت نتائج ممتازة.
لذلك بدأنا التركيز على النادي فكانت هناك بطولة الأندية لكل الفئات والبيوتات الرياضية العمرية للإناث والذكور، ومن خلالها صنفنا 12 نادياً من الدرجة أولى و12 نادياً في الدرجة الثانية وبقية الأندية في الدرجة الثالثة، حيث بلغ عدد الأندية الممارسة للعبة حوالي 50 نادياً من كل المحافظات، وهذا يؤكد الانتشار الصحيح للعبة كمّا ونوعاً وخاصة في الفئات العمرية الصغيرة من عمر 10 سنوات وهم أملنا للوصول إلى منصات التتويج العالمية.
الاعتماد على أبناء اللعبة
وعن كيفية تغطية أنشطة الاتحاد مالياً قال: تعتمد لعبة الكاراتيه على أبنائها وقدرتهم وهذا بدعم من الاتحاد الرياضي العام حيث تحول هذا الاتحاد من مستهلك إلى منتج ورافد حقيقي لخزينة الاتحاد الرياضي من خلال الواردات والأنشطة الذي يقوم بها من رسوم إقامة دورات التحكيم والتدريب ورسوم الأحزمة ورسوم إقامة البطولات المحلية، وحسب اللائحة المالية للاتحاد حدد رسم المشاركة بـ2000 ليرة.
وعلى سبيل المثال في بطولة النخبة الأخيرة كانت وارداتها حوالي مليون و100 ألف، حيث تمت تغطية نفقات البطولة البالغة حوالي 900 ألف «حسب نظام السلف المالية» الممنوحة من المكتب التنفيذي التي أعيدت من خلال دورات البطولة والبقية دخلت في خزينة الاتحاد الرياضي العام.
صعوبات ومعوقات
وعن الصعوبات التي تواجه العمل قال: هناك الكثير من المعوقات أهمها آلية التعامل في اللعبة بين المؤسسات الرياضية المختلفة، فالمفترض أن تبدأ اللعبة من الأندية وأن تكون محط اهتمام اللجان الفنية والتنفيذية، فهؤلاء عليهم بناء اللعبة واكتشاف المواهب وصقلها وصناعة النجوم، وتأهيل الأطر البشرية والكوادر الفنية، واتحاد اللعبة عليه رسم السياسات العامة للعبة ودعم وتطوير المنتخبات الوطنية. لكن للأسف هذه الآلية مفقودة، واتحاد اللعبة يمارس كل هذه الأدوار بغياب اهتمام الأندية بالدرجة الأولى، ونأمل أن نتجاوز هذه المعوقة، ومن المعوقات الأخرى الأزمة التي أثرت بشكل عام في الرياضة، وكذلك هجرة الشباب التي خسرت فيها رياضة الكاراتيه الكثير من أبنائها.
كما أنّ هناك مشكلة بتأمين الاحتياج لقلة الإمكانات، لذلك فكرنا بأن أبناء رياضة الكاراتيه هم الأقدر على تحمل أعباء اللعبة ومنها انطلقنا إلى تأمين موارد من دون أي أعباء على الممارسين، حيث قمنا باستثمار المبالغ التي كانت تدفع بأشكال عشوائية للمدربين وتمت إعادة جدولتها وتوزيعها لتكون رافداً مادياً لتطوير اللعبة لتنهض بذاتها. ونصل بوجود الدعم الكبير من القيادة السياسية والرياضية فكلهم داعمون ولا عذر لنا عن العالمية. كل ذلك باهتمام الإعلام الذي استطاع رسم اللوحة كاملة من خلال إضاءاته على جميع تفاصيل عملنا.
إنجازات لافتة
يشار إلى أن منتخباتنا في الكاراتيه حققت إنجازات في غرب آسيا: ذهبيتان عبر ميس قره فلاح ووسيم خميس وخمس فضيات عبر اللاعبين واللاعبات عزام صيوح ومحمد دهيمش ورباب بشير وخلود علي وفضية الكاتا وفضية القتال الجماعي وثلاث برونزيات عبر فادي قره فلاح وعلي ضبوط وبرونزية القتال الجماعي، وذهبية بطولة الأندية العالمية عبر اللاعبة مريم طريفي، والبطولة العربية الرابعة التي أقيمت في تونس بفوز وسام أبو محمود بذهبية ولوتس قطيني برونزيتين وديانا محمد برونزية بطولة الشارقة.
كما حققت العام الفائت ثلاث فضيات وسبع برونزيات في بطولة صيدا الدولية الثانية للكيوكوشنكاي في لبنان وثلاث ميداليات برونزية في بطولة روسيا الدولية وثماني ذهبيات وفضيتين في بطولة إيران الدولية المفتوحة للفئات العمرية في إيران وبرونزية في بطولة العالم للمخضرمين في هنغاريا وفضيتين وبرونزية في البطولة العربية التاسعة للكيوكوشنكاي في لبنان.

زاهر بدران

 

اضافة تعليق

back-top