الإعلامية التونسية سهام بن عبد الله: كرة القدم تستهويني والصفاقسي فريقي المفضل

بتاريخ: 2020-05-10
text

ملامحها الجميلة الهادئة تشدك إليها فتحس أنها قريبة منك وأنك قريب منها.. في عينيها مزق طفولة ماتزال تتشبث بها رافضة مغادرتها.. للوهلة الأولى تجذبك ضحكتها العفوية وصوتها الرائع .. مرحها وحيويتها.. وبعد الحديث معها تكشف أنك أمام إنسانة شفافة تمتلك كاريزما قوية خرجت من عباءة التقاليد البالية لتصنع لنفسها عالماً خاصاً تبنيه بالثقافة.
الحوار مع الإعلامية التونسية سهام بن عبد الله بقدر ماهو سهل وممتع إلا أنه متعب ومرهق في كتابته لأنها ببساطتها وصدقها والذي في قلبها على لسانها .. عندما تبدأ في الكلام تدخل من حكاية لأخرى تأخذك فيها معها وتأسرك وتنسى بدورك بداية الكلام وأصل السؤال ..سهام ذاع اسمها عربياً من خلال دعمها لكرة القدم التونسية وعملها في mbc وقناة الحياة المصرية وإذاعة تونس العاصمة.. التقيناها لنعرف كيف تعيش طقوس شهر رمضان؟ ففتحت لنا قلبها وتحدثت في كل شيء بصراحة:

*- ماذا يعني لك شهر رمضان؟
هو شهر عظيم ، وموسم كريم ، شهر تضاعف فيه الحسنات ، وتختفي فيه السيئات ، وتفتح فيه أبواب الجنات ، أترقب شهر رمضان كما يترقب أحدنا إجازته السنوية ، لأَنِّي بعد أحد عشر شهراً من الركض المستمر في العديد من مجالات الحياة ، أشعر بالتعب والرغبة في أن أستريح وأهدأ مع نفسي في إجازة روحية أكون فيها مع الله ،أطوف برحاب كتابه الكريم وأنهل من كنوزه ،أعيد ترتيب حساباتي ، وأنظر في أولوياتي وأقف بصدق مع ذاتي لمراجعة أخطائي والتعهد بإصلاحها لأكون إنسانة أفضل..
إن هذا الشهر المبارك يمنحني سعادة كبيرة ، أجد متعته في لمة أفراد الأسرة على طاولة طعام واحدة وفي وقت واحد ، وأجد متعته في المزيد من التواصل بين الأقارب والأصحاب ، حتى وإن كان عبر وسائل التواصل الاجتماعي ، بل إن اكثر ما يمنحني السعادة هو أن أكون طرفاً في سد حاجة المحتاج والملهوف .. باختصار هو شهري المفضل.

*- فكيف كانت بدايتك مع الصوم؟
بداية سهلة ككل سنة بداية رائعة يملؤها الصبر والتضرع إلى الله عزّ وجل
صومنا صحة وعافية .. قال النبي - محمد صلى الله عليه وسلم - : "صُومُوا تَصِحُّوا"، الجوع الذي نشعر به في ساعات الصيام يشعر به ملايين الفقراء كل يوم وكل ساعة أتمنى أن يكون موقفنا موحداً وهو إخراج الزكاة وإيتاء الفقراء والمساكين وهذا واجب كل مسلم .

*- هل لديك طقوساً رمضانية خاصة وكيف تقضين يومك في رمضان؟
طقوسي بسيطة و روحانية أكثر من أي شيء تشبه طقوس تونس بلدي التي تحتفظ بتاريخ وعادات قديمة تبدأ بالاحتفال بالشهر المبارك بالتهاني مروراً بالأكلات .
ويحتل شهر رمضان مكانة روحية عميقة في قلبي حيث تمتلئ الجوامع في كل البلاد بروادها من أجل الصلاة أو سماع الدروس الدينية التي تحرص المساجد على زيادة جرعتها خلال شهر رمضان، وتصدح المآذن بتلاوات خاشعة للقرآن.
ويتميّز الشهر المبارك أيضاً بكونه يخصص للأفراح وتقام فيه الكثير من المناسبات الأسرية كالخطبة بالنسبة للفتيات وتقديم الهدايا لهن ليلة 27 رمضان وتسمّى (الموسم) للواتي تمّت خطبتهن.. كما تحتفل بعض العائلات في ليلة القدر بختان أطفالها بتنظيم سهرات دينية تحييها فرق إسلامية إلى حدود موعد السحور.
بالنسبة ليومي أذهب لمكتبي صباحاً ( للشغل ) مروراً ببعض الإلتزمات الخيرية بصحبة أصدقائي المقربين ومن ثم الى البيت والعائلة ومساعدة السيدة ماما بالمطبخ مع وضع لمسات الحب والعشق بإعداد الطاولة لتكون فيها روحاً مختلفة وأخيراً الذهاب مباشرة إلى الجامع لتلاوة ما تيسر من القرأن قبل صلاة التراويح مع العلم أنني أرفض قبول أي عرض لتنشيط أي تظاهرة ثقافية بشهر رمضان لأنه بالنسبة لي شهر مقدس ولن أتخلى أو أحرم من صلاة الجماعة ببيت الله .

*- ما هو أكثر ما يسعدك في هذا الشهر؟
أكثر ما يسعدني رسم الابتسامة على وجه كل محتاج و دعاء الخير.. أتمنى أن أكون معجزة لإسعاد اليتامى والفقراء ويكون الجميع شبعان وفي خير

*- كيف تصفين طباعك في الصيام؟
هادئة ومبستمة طوال الوقت.. كما أعامل الناس بطباعي وليس بطباعهم..

*- هل تذكرين لنا أحد المواقف التي حصلت معك في شهر رمضان ولا تزال عالقة بذاكرتك؟
من أصعب وأجمل المواقف التي حصلت معي خلال السنوات الماضية كنت في دورة تدريبية ضمن المعهد العالي لحقوق الانسان بأحد فنادق العاصمة دورة مهمة جداً وكنت سعيدة لأنه تمّ اختياري من بين عشرات الإعلاميين وفي نفس الوقت مازلت أدرس الحقوق في مدينتي صفاقس التي تبعد عن العاصمة بحوالي 271 كم يعني يجب عليّ أن أزاول دراستي وفي نفس الوقت أن أكون بالدورة ليلاً بعد الإفطار وأنا بطبعي لا يغلبني أي شيء فقررت أن أسافر يومياً خلال أسبوع كامل كالتالي :
أدرس من الساعة 9 صباحاً إلى 2 بعد الزوال بصفاقس ومن ثم السفر إلى العاصمة أصل حوالي الساعة 6 مساءا يكون الإفطار ومن بعد الدخول في الدورة التي تنتهي حوالي منتصف الليل أنام 2 ساعتان فقط وأعود على الساعة 4 فجراً لأكون في مقعدي الساعة 9 صباحاً وهذا الجدول كان لمدة أسبوع و تحصلت والحمد الله على شهادة ختم التدريب وانتقلت في عامي الدراسي..

*- هل سيخطف «كورونا» بهجة رمضان وتقاليده الروحانية.. وكيف يمكننا تجاوز هذا الأمر؟
كورونا لن يسرق بهجة رمضان.. سرق منا فقط العبادة في المساجد وبيت الله الحرام وبما أن هذا العام استثنائي تؤطره ظروف حرجة بسبب هذا الوباء الراهن، فيجب علينا تخطي هذه المحنة وإضفاء أجواء البهجة وروحانيات الشهر الكريم في منازلنا وبأبسط الإمكانيات كالاعتماد على نوعية التغذية فيفضل التوجه إلى الأطعمة الصحية التي تعتمد على الفواكه والخضراوات الغنية إضافة إلى الأطعمة الغنية بالبروتين التي تلعب دوراً لتقوية جهاز المناعة، وتساعد في حالة الشفاء كالمأكولات البحرية واللحوم الخالية من الدهون والدواجن هذا بالنسبة للاشخاص الملتزمة بالحجر الصحي العام أما الاخرين الفئة العاملة فالالتزام بالمحافظة على مسافة الامان وإجراءات الوقاية الصحية وضع كمامات والابتعاد عن التزاحم بالأسواق والمحلات ونسأل الله العافية وأن يرفع عنّا هذا الوباء قبل اتتهاء هذا الشهر العظيم .

*- الأحداث السياسية التي تلقي بظلالها الكثيفة على العديد من دول العالم العربي ومناظر الدم أليست كفيلة بإفساد ملامح الأشياء الجميلة ومتعة هذا الشهر الفضيل؟
عادة لا أحب التطرق بمواضيع سياسية لكن سأكتفي بأن أقول أن هناك حرباً إلكترونية دخلت كل بيت عربي وتعيش معنا أخطر بكثير من مشاهد الدم هي حرب (السوشال ميديا) التي فرّقت عائلات ويتمت أطفال وأفسدت جيلاً كاملاً وستكون لها تأثيرات أخطر مما نتوقع في السنوات القادمة كما أتمنى أن يعمّ السلم والأمان بجميع الدول العربية.

*- هل تجيدين الطبخ؟ وما هو طعامك المفضل في رمضان؟
نعم أجيد الطبخ وأعشق المطبخ ... لدينا مثل شعبي يقول " الطفلة االي ما تعرفش طيب الدبارة ماخذتها في ولد الناس خسارة " يعني الفتاة التي لا تجيد الطبخ وفنونه لا تصلح للزواج وأنا من أصيلة مدينة تمتاز بالاكل و فنونه صفاقس .
طعامي المفضل في رمضان طبق غلال البحر وكل ما يأتي من البحر (سمك) كما أنصح الجميع ان يستفيد من هذه النعمة الغذائية والصحية 100 بالمائة.

*- مارأيك بمن يقول أنّ شهر الصيام هو عبارة عن «مونديال» يتنافسن فيه النساء على إثبات مهارتهن في الطبخ؟
جميل ومثير جداً وسأكون في الموعد لتغطية هذا المونديال لكن توقعاتي تقول أن البلد الفائز هو " تونس " وأنصح جميع نساء العالم العربي أن تدلل أزواجهن من خلال الأطباق والأغذية المفيدة والطاولة الجميلة مع الدعاء لرب العائلة من أجل التعب لأجلها وأولادها .

*- ما هي أنواع الدراما التي تفضلين متابعتها في رمضان ؟
الدراما التاريخية التي نتعلم منها ونستفيد وتبقى في ذاكرتنا .

*- هل لديك رغبة تودين تحقيقها في هذا الشهر الكريم؟
رغبتي الأولى صعبة بالنسبة لهذه السنة وهي " الرجوع لزيارة بيت الله " عمرة تغسل فيها الروح كنت قد أديتها في رمضان السنة الماضية وأسأل الله أن لا يحرم مؤمن من زيارتها ، أما رغبتي الثانية سهلة ألا وهي الطواف حول بيوت الفقراء .. ليتني أملك من المال ما يكفي لأسعاد كل طفل محروم في كل مكان في هذا العالم البائس.

*- مواقع التواصل الاجتماعي تتفاعل بشكل كبير مع أي (لوك) جديد لك ، فما السر وراء ذلك؟
أنا أؤمن بأن ما في قلب الإنسان يكون بوجهه فالسر القبول الذي يمنحه الله لمن شاء من عباده في هذه الأرض أولاً محبة الناس ومن ثم اختياري الدقيق لملابسي و(ستيلي) الخاص فأنا من النساء التي لا تريد أن تتشبه بأي أحد و لا تريد أن يشبهها أحد .
وأنّ الجمال الداخلي أهم بكثير من الجمال الخارجي لذا يجب على كل إنسان أن يحب نفسه أولا ويرضى عنهـا ثانياً.. هناك سر ثاني ألا وهو أن أكون قدوة من خلال اللوك يعني يمكن أن تكون الفتاة جميلة لكن بلباس غير مبتذل يمكن أن تكوني فاتنة لكن بدون إثارة فأنا أوصل عبر صوري رسالة واضحة بشكل نصيحة .
وأخيراً أنصح بنات جيلي.. لا تغيري أي تفصيل من وجهك ولا من جسمك لا تلـتجئي الى البوتوكس فكل تجعيدة بك تحكي قصتك لا تمحيها .

*- هل تحرصين على متابعة ردود الأفعال والتفاعل عبر مواقع التواصل الاجتماعي؟
فيما يخص عملي أو ما أنشره أحرص على متابعة ردود الأفعال وتسعدني كثيراً نسبة الأخلاق والشكر والإعجاب لشخصي التي تكمن في ذلك لكن هناك أشخاص لا يهمني رأيهم أبداً أو نقدهم لأنه نابع عن بعض من الحقد و الغيرة والمرض فأكتفي فقط بالبلوك لانهم لا يستحقون الرد من الأساس..

*- بماذا تدعمين استمرارك كإعلامية؟
بالصدق والدفاع عن الضعيف والمظلوم وبنشر الأخبار الصحيحة برفع راية البلاد عندما أكون خارجها وأن أمثلها أحسن تمثيل وأكون فخر لها وبالنصيحة التي يمكنها أن تغير كثيراً من الأشياء ببث الأمل والحب و السلام والفرحة من خلال انتقاء عبارات إيجابية وخاصة بمحبة الخير لجميع الزملاء كما أحبه لنفسي وأخيراً بالذكاء الإعلامي الممنهج .

*- هل تمارسين الرياضة في شهر الصيام؟
نعم بشكل منتظم بعد الإفطار بساعة تقريباً وفي منزلي ومن فوائدها في رمضان أنها لعب دور حرق الدهون، وبناء العضلات، تساعد الكبد في عمله، وتقوم بتنشيطه إضافة إلى تخزين السكّر لاستخدامه عند الحاجة و تساعد على إنتاج الطاقة في الجسم، ترفع من كفاءة الجهاز الهضمي، وتقلل من نسبة عسر الهضم، ممارستها بشكلٍ يوميّ يزيد من كفاءة الجسم على تحمّل مشقة الصيام، وذلك من خلال زيادة قوة عضلات القلب والرئة وبشكل عام تستهويني كرة القدم وأشجع فريق مدينتي الصفاقسي.

*- ما هي أحلامك وطموحاتك الإعلامية خلال الفترة المقبلة ؟
أحلامي كبيرة وطموحاتي لا حدود لها دائماً ، محطتي القادمة ستكون نحو تجربة تقديم برنامج تلفزيوني بإحدى القنوات العربية المهمة ومحطتي الحالية إنتاج وتنشيط برنامج إذاعي بتونس العاصمة يرافقني فيه ثلة من نجوم التمثيل والرياضة والفن كما أدخل قريبا ميدان وكلاء أعمال للاعبين والمدربين الرياضيين وهذا الخبر سيكون حصري لصحيفتكم.

*- أخيراً.. ماهي أمنيتك في هذا الشهر الكريم؟
أن يعم السلام ، الخير والبركة بكل بلد وبكل بيت من وطننا العربي.. أتمنى أن يفتح المسجد الحرام أبوابه للمسلمين .. أتمنى أن تكون الكورونا درساً للفاسدين والظلام لمن لا يخاف الله وأن يتعظوا ويصلحوا من أنفسهم
كما نسأل الله العظيم أن يرفع عنّا هذا الوباء والبلاء وأن لا يكون هناك أي محتاج أو يتيم جوعان ..الله يديم الصحة و راحة البال ويجعل القلوب مطمئنة دائماً وأبداً وأن يعيد رمضان لا فاقدين ولا مفقودين .
صفوان الهندي

 

 

اضافة تعليق

back-top