المذيعة المتألقة خنساء الحكمية: الرياضة غذاء الروح ويجب أن تصبح ثقافة مجتمعية

بتاريخ:
text

بإطلالتها الأنيقة، وصوتها المخملي الدافئ وما يحمله منطقها من سلامة اللغة التي تجيدها، إضافة إلى قدرتها على نقل الخبر المفرح والمحزن للمشاهد بمهنية عالية لفتت المذيعة السورية خنساء الحكمية الأنظار إليها، خلال فترة قصيرة على الرغم من أنها دخلت الإعلام من مجال صعب جداً وهو الأخبار، لكنها تألقت، عندما وضعت هدفها نصب عينيها وطوعت هواياتها المتعددة لخدمته..
في الحوار التالي تحدثنا خنساء عن خطواتها مع الإعلام ورؤيتها للمنافسة وطموحاتها.. تابعوا معنا:

*- كيف تأسس الحافز لديك لتكوني مذيعة؟
أحياناً الشخصية وطريقة التفكير.. وما تمتلك من قدرات حين تعرف و تتعرف على نفسك .. كل هذه العوامل تفرض عليك خياراً أو طريقاً معيناً .. و تكون هناك قوة جذب وتناغم مع هذا الخيار .. وكأنه شخص تتفاهم معه .. وتفرح وتطمئن بوجوده .. هذا هو بالضبط ما يربطني بعملي كمذيعة أخبار سياسية تحديداً .. وتبدأ علاقة خاصة .. تهذب من شكلك ومن صوتك ومن أسلوبك ومن عقلك والأهم نمط تفكيرك .. وتتسع رؤيتك من الأنا لتسع الكون .

*- ماذا عن بداياتك وأهم المحطات التي يمكن أم نتوقف عندها؟
بدايتي كانت مع ( قناة الدنيا ) الفضائية السورية الخاصة .. بالتزامن مع بدايات هذه القناة تقريباً .. وعنت لي الكثير هذه القناة وهذه الفترة وماتزال .. بدأت كمحررة في (قسمي السياسة والثقافة) .. تحرير أخبار و تقارير .. كان الأمر مدهشاً بالنسبة لي .. لم يكن عادياً أبداً .. وإني بعيدة كثيراً عن كل ما هو عادي .. الود يدخل في كل تفصيل من حياتي .. والتفاعل أساسي بالنسبة لي .. أفضل أن لا أقول مرحبا إذا لم تكن بود .. وأن لا أشرب الماء إلا بكأس أحبه.. وبالتالي لا أكتب خبراً لا أتفاعل معه بطريقة ودية وحيادية موضوعية .. وفي تلك الفترة كان حباً واندفاعاً و طموحاً و شغفاً أيضاً .. بعدها انتقلت إلى تقديم الأخبار السياسية كمقدمة للنشرة الرئيسية .. وهنا تشكل مشهد التفاعل والتناغم بين الكاميرا و الصوت والشكل والأهم المضمون والثقافة والكاريزما .. وما ينتج عن هذا التفاعل في النهاية هو أنا .. كما أبدو في عين المشاهد .
الآن . أعمل في قناة الإخبارية السورية الرسمية ك ( مقدمة نشرة رئيسية ) و بالنسبة لي الإخبارية هي محطة النضج والتعاطي مع العمل الإعلامي بتوازن وثبات وهدوء ومسؤولية وثقة أكبر .. وبالرغم من كل هذا وإلى جانب أني أقدر مجهودي وإمكانياتي لكن أعتبر وأشعر فعلاً أنها البداية .. و أنه ينقصني الكثير وأحتاج إلى المزيد من التطور والثقافة والمعلومات و التراكم.

*- من خلال مراحلك المتتابعة ماهو التخصص الذي بدا الأقرب إلى طموحاتك؟
بالرغم من أن لي ميولاً أدبية والكتابة والشعر والأدب عموماً عالم لا أبتعد عنه وأتذوقه باستمرار .. ولي مشاركة شعرية في كتاب مع عدد من الزميلات المبدعات.. بعدد من القصائد .. وشاركت بأمسيات شعرية في المراكز الثقافية .. إلا أن عالم السياسة كان ميولي ووجهتي .. وجدت فيه خروجاً عن محدودية تفكيري .. وكنت دائماً أمام لغز أحاول فكه دون أن أصل غالباً إلى منتهاه .. لأن تشبيك ما فوق الطاولة ليس كتشبيك ما تحت الطاولة .. والربط بين المعطيين يحتاج إلى عمق معرفة وتقدير ودراية و منطق وما تفرضه الأبعاد المصلحية .. الشق السياسي تخرج به من ذاتك كلياً.

*- لماذا يهرب أغلب المذيعين والمذيعات من برامج الهواء؟
لا أتوقع أنّ أغلب المذيعين يهربون من برامج الهواء .. سأتحدث عن نفسي .. كل لحظة ظهرت بها على الشاشة كانت على الهواء مباشرة .. وهي المتعة الأكبر بالنسبة لي .. لأني أشعر أن أحداً يقيدني .. والهواء يحررني حين أستلمه .. وأصبح على حقيقتي .. دون أن أغفل عن المسؤولية التي يحملني إياها هذا الهواء .. وأحترم دائماً عقل وإحساس المشاهد وأفكر أنني أمام أناس طيبين ويقدرونني و يهتمون بما أقدم .. و يهمهم نجاحي .. وهم بالمقابل سيتلقفون هذه الإيجابية ويردونها لي .. إذاً الهواء حرية وحقيقة من وجهة نظري .

*- هل لاحظت أن أسلوبك كمقدمة يتشابه مع أسلوب مذيعة أخرى؟
لم ألاحظ أنّ أسلوبي يتشابه مع أسلوب مذيعة أخرى .. ولا يوجد أسلوب يتشابه تماماً مع أسلوب آخر إلا إذا كان الأمر متعمداً .. بمعنى أن مذيعة تقلد مذيعة أخرى .. و هذا أمر سلبي وغير مقنع .. من المفيد أن نستمع إلى كثير من المذيعين والمذيعات وأن تلفتنا الأمور الحسنة من ثقة بالنفس و كيفية التعاطي مع الأخطاء مثلاً .. التلوين .. وبمجرد أن تخزن في العقل الباطن ستترك الأثر اللازم .. وستتفاعل مع بعضها ومع الشخصية المتفردة التي ستضيف إلى فرادتها عبر هذه المتابعات وتزيدها جمالاً .. أما التقليد فمرفوض ..لسنا نسخاً عن بعضنا وهنا يكمن جمال الجميع .

*- بماذا تدعمين استمرارك كإعلامية؟
أدعم استمراري كإعلامية بالتطوير المستمر من خلال العمل على الذات و الإطلاع الدائم والكافي على كل المجريات السياسية والثقافية والانفتاح على كل ما يخرق حتى أساسيات ما أفكر به لكن حين أقتنع فقط .. وأدرك تماماً أنّ التطور هو خيط تطريز النجاح في أي مجال .. وبما يخص الإعلامية التي تظهر على الشاشة دون أن تقرأ وتغذي ثقافتها وفطنتها ومعلوماتها هي كابوس إعلامي حتى على نفسها .. بالإضافة إلى الإتكال على اللغة العربية الممتازة والقدرة والمرونة في التعاطي بها .. وتطوير المقدرة على التعبير باستمرار .. أيضاً النقد الذاتي مهم جداً والوقوف على الأخطاء وأن تكون الإعلامية حكماً قاسياً ودقيقاً على نفسها.. وأخيراً الجمال بمعنى أن يكون الظهور لائقاً لأنها شاشة مرئية في النهاية وانعكاس لاسم البلد .. مع العلم أنّ الجمال ليس كافياً لصنع إعلامية ناجحة .

*- يقال أن أضواء التلفزيون تسرق المذيعات من الإذاعة فهل هذا صحيح؟
في الحقيقة لم أعمل في الإذاعة أساساً لأتحدث بلسان حالهن .. لكن منطقياً تختلف الرغبة من مذيعة لأخرى بالتأكيد .. تعلم أنّ الشاشة تشد من تحب و ترغب بالشهرة ويعني لها الانتشار وهو ما يتحقق عبر الظهور طبعاً
وتكون الشاشة طموحاً أكبر وخطوة إلى الأمام .. لكن في النهاية العمل الإعلامي لا يتجزأ .. وكل مكان إعلامي يحتاج لأدوات ومقومات معينة .. في الإذاعة الاتكال على الصوت والإحساس والثقافة وسرعة البديهة .. وأما الشاشة فتحتاج إلى شكل لائق ولغة جسد إضافة لكل ما سلف .

*- هل المذيعة السورية مظلومة؟
لمجرد أنها تتألق وتبدع حين تعمل خارج سورية.. يعني أن هناك تقصيراً و خللاً في مكان ما .. وهنا أريد أن أسلط الضوء على الظلم الذي تتلقاه المذيعات من أنفسهن .. حين أقرأ لقاءات صحفية.. هناك عمل دؤوب و مثابرة على الانتقاد .. لست ضد النقد أبداً .. لكن يجب أن يكون نقداً بناءً .. و هذا مستحيل إذا لم يترافق مع التقدير والأخذ بعين الاعتبار الإيجابيات .. وأركز هنا على الإعلام في هذه المرحلة من عمر سورية .. العشر سنوات الاخيرة .. فكانت كل إعلامية جندياً حقيقياً في الميدان ..وكانت هناك ضغوط فرضتها معطيات الحرب الكونية الارهابية الشرسة على سورية .. و لم تقل الإعلامية جرأة و رباطة جأش عن الجندي في الميدان .. الإعلامية الحربية ومن تظهر على الشاشة أيضاً.. وتعلم أنّ كثيراً من الإعلاميين والإعلاميات قضوا بيد المجموعات الإرهابية .. ما يجعل المرحلة تفرض تعاضداً إعلامياً و دفعاً ونقداً بناءاً .. وليس ضرباً بقدرات الاعلاميات وإمكانياتهن .. خاصة وأن حتى عائلاتهن كانت مهددة بالمخاطر ..
كذلك هناك حديث عريض عن المحسوبيات والواسطات .. أظن أنه حديث يجري في كل المؤسسات .. لكن الشاشة أكثر من يلفظ هذه المحسوبيات .. لأنها لا تكذب ولا تثقف ولا تعطي كاريزما ولا تتحدث بدل المذيعة .. و كل شيئ على المكشوف .. ولا يفهم من كلامي أني مع المحسوبيات إطلاقاً .

*- من الشخصية التي تتمنين إجراء حوار معها؟
الرئيس الأميركي دونالد ترامب لأتعرف على الشيطان الذي في رأسه . . على مبدأ ( اعرف عدوك ) على أن تكون الأسئلة مدروسة بعناية فائقة و هادفة جداً .

*- هل في ذهنك مشروع برنامج تطمحين لتقديمه؟
برنامج خاص منوع ..سياسي .. اجتماعي .. خدمي.. جريء.. تفاعلي قريب من الناس .. يقدم الفائدة والمتعة .. أتمنى أن لا يكون بعيداً ..

*- ما أبرز صفة في شخصيتك؟
الكبرياء أعتقد

*- أمام هموم العمل.. ماهي هواياتك واهتماماتك؟
يهمني الأدب والشعر تحديداً .. الموسيقا .. أرى في الرياضة حياة .. لكن أعترف بالتقصير ..

*- هل لك اهتمامات رياضية؟
الرياضة غذاء الروح ليس كلاماً نظرياً .. إنها الصديقة الصدوقة للإنسان السوي .. صديقة الصحة الجسدية والنفسية معاً .. لأنهما لا ينفصلان أبداً .. كما وتعمل على زيادة رصيد الطاقة الإيجابية .. ما ينعكس على العقل والتفكير .. وهكذا يمدحون بشخص بالقول إن روحه رياضية .. من هنا من الضروري أن تصبح ثقافة مجتمعية وعادة وضرورة يومية مستمرة .

*- هل الرياضة ضرورية لجمال المذيعة؟
الرياضة ضرورة للجميع .. فما بالك بالمذيعة التي تظهر على شاشة مرئية

*- ما اللعبة التي تتابعينها؟
أتابع الجمباز بكل أنواعه لكن أنجذب كثيراً للجمباز الأرضي .. وأشعر بأنه أساس الرياضات لما يحتاج من خفة الحركة والقوة والسرعة ..

*- إلى أين تتجه طموحاتك المستقبلية؟
طموحي الآن أبعد مني .. أطمح بعالم أكثر أمناً وأماناً صحياً ونفسياً وإنسانياً .. وأكرم عدالة
صفوان الهندي

 

 

اضافة تعليق

back-top