المذيعة رؤى حمدان:أعشق كرة القدم وأشجع تشرين وبرشلونة والأرجنتين..

بتاريخ: 2020-07-01
text

المذيعة السورية رؤى حمدان.. روح مليئة بالحب والشفافية.. قريبة من الناس.. عنوانها الاحترام والحب المتبادل.. من سحر صوتها عبر أثير نينار أف أم نسج الكثيرون لها صورة مغرقة في الرقة.. رغم ضيق جدران الاستوديو إلا أنها تشعر بأن العالم كله معها.. تفكر في الناس وتحل مشاكلهم وتفرح معهم وتسعى لأن تنسج خيوط الثقة والمودة من خلال الصدق الممتلك روحها لكي تبقى إبرة المذياع على تردد إذاعتها دون غيره.. وكان لسحر الإذاعة وقعه عليها فاختارتها لأنها أحبتها بكل بساطة كما تقول في حوارنا هذا معها:

*- متى اكتشفت موهبتك في التقديم الإذاعي؟ وإلى من يعود الفضل في تشجيعك على دخول هذا المجال؟
الإذاعة كانت حلم الطفولة، وبدأت العمل في الصحافة المكتوبة والإعلام المرئي إلى أن طورت جانب الصوت لأمتلك الطبقة المناسبة للعمل الإذاعي.
قابلت الاعلامي أحمد إسماعيل في إذاعة صوت الشعب منذ عدة سنوات، سمع إلقائي لنص باللغة الفصحى، حينها كان صوتي بحاجة لتدريب، قال لي: (لديك خامة وبصمة صوت لايملكها أحد سواك، عليك بالتدريب، ستسمعين انتقادات كثيرة، لاتتأثري بها، استمري) وبقيت كلماته حرزاً أحمله كل يوم، إلى أن أمتلكت الصوت الإذاعي المناسب.
الفضل في تشجيعي يعود لأخوتي سلوى، مازن، أحلام، الذين آمنوا بموهبتي وبأحلامي.

*- كيف يكون تعاملك مع مستمعي الإذاعة التي تعملين فيها؟
درست اللغة العربية وآدابها قبل دراسة الإعلام، في المحاضرة الأولى لمادة الأدب الجاهلي ذكرت المدرّسة د. سهام صقر عبارة "لكل مقام مقال"، فاعتمدتها كأسلوب حياة، فمذيع الإذاعة لايملك وسيلة سوى صوته وأفكاره لكن التميز في طريقة إيصالها لشرائح مختلفة، لذا أتعامل مع كل مستمع وكأنه كون بأكمله، بتناقضاته واختلاف ثقافاته وأيديولوجياته، وأتوقع منه أي رأي أو نقد أو مديح، والقاعدة الأهم أن المستمع أهم من المذيع ذاته فهو وجه المرآة الآخر الذي يعكس الصورة لما تبثه الإذاعة.

*- لماذا اخترت الإذاعة وأنت تملكين ما يخولك العمل في التلفزيون؟
بدأت العمل التلفزيوني قبل الإذاعي، قدمت برنامج (أغلى شباب) على شاشة السورية الفضائية لمدة عامين، ثم انتقلت للعمل الإذاعي الأقرب لقلبي.
من خلال الصوت والصوت فقط أتمكن من إيصال أفكاري بقوة وتأثير أعمق.
لست ضد فكرة إعادة تجربة التلفزيون عندما تسمح الفرصة لذلك، وعندما أكون قد تركت أثراً أعمق في مجال عملي أما الآن فأسعى لترك أثراً لأفكاري (دون ماكياج) يكون أثر الكلمة أبقى .

*- ماذا يعني لك الميكرفون وكيف تتعاملين معه؟
الميكروفون طفلي الذي يعطيني الأمل عندما أهدهد له تعبي في نهاية نهار متعب..عندما أدخل الاستديو أقوم بعملية فصل حواس وأشعر كأني انتقلت للمستقبل الذي أحلم عبر آلة الزمن.

*- من هي المذيعة أو مقدمة البرامج التي تأثرتِ بها أو التي ترغبين في الوصول إلى مستواها؟
تأثرت بالإعلامية اللبنانية ريما نجيم، كنت ولازلت أتابع برنامجها الصباحي، أحب طاقة الحياة في صوتها، عفويتها وذكاءها.
لا يوجد مذيعة أرغب بالوصول لمستواها لأني أؤمن بأنّ كل إعلامي يمتلك مقدرات مختلفة عن الآخر وكل مذيع له طريق لايشبه طريق غيره، وطريق طموحي لايشبه طريق أحد.

*- هل هناك نية لديك لتقديم برامج جديدة؟
هذا أمر مؤكد فأنا في بداية الطريق وحتى الآن لم أقدم البرنامج الذي أحلم به.

*- هل ترين أن مستمعي الراديو بدأ عددهم يتناقص بسبب التكنولوجيا والتقنيات الحديثة؟
أنا من عشاق الإذاعة أتابع الإذاعة منذ أن كانت موجات AM رائجة، نشأت على صوت إذاعة دمشق وصوت الشعب و BBC و مونت كارلو الدولية إلى أن بدأت إذاعات FM المحلية والعربية بالظهور، واليوم حينما أذكر أسماء برامج إذاعية قديمة واعلاميين اذاعيين (عتيقين) يستغرب البعض من أبناء جيلي علماً أنهم الآن من أشد متابعي الإذاعة في الوقت الحالي وعلى سبيل الفكاهة أقول لك أعتقد أنهم يحفظون حتى إعلانات الإذاعة، أذكر لك هذه التفاصيل كلها لأؤكد أن وسائل التواصل الاجتماعي ساهمت بشكل واسع في الترويج لعمل الإذاعة فكانت الرديف لسعة الانتشار سواء من خلال صفحات الأذاعات نفسها فيتم من خلالها الترويج للبرامج أو من خلال تقنيات البث المباشر والتواصل الحي مع المذيع في الاستديو الأمر الذي يخلق حيوية أكثر في العمل ويشد المستمع أكثر.
وعندما أقول لك أن صفحة الإذاعة فيها ما يفوق المليون متابع على صفحة فيسبوك مثلاً، لربما فعلاً هناك مليون شخص متواجد حالياً على شبكة الإنترنت في لحظة البث الإذاعي عندما يرى الإعلان للبرنامج لربما يقوم بتشغيل الراديو والاستماع لمشاركته التي كتبها عبر تعليق على وسائل التواصل الاجتماعي، لكن لا أعتقد أن هناك مليون شخص يتابع الإذاعة في ذات اللحظة، نظراً لسهولة الوصول عبر الإنترنت ومن خلال مواقع تشغيل الراديو عبر الإنترنت. لذا ومن خلال تجربتي كمتابعة للإذاعة وكمذيعة أؤكد لك أن وسائل التواصل الاجتماعي ساهمت في إعادة إحياء دور الإذاعة، مع تحفظي على فكرة أنها أفقدتها الروح من خلال حالة الغموض والتخيل لشكل المذيع الذي نعرفه من خلال صوته، ألا يقولون والأذن تعشق قبل العين أحياناً؟، أضف لذلك فقدان حالة الدفء لصوت المذياع.

*- ما هي مواصفات المذيعة أو مقدمة البرامج الجيدة؟
المذيعة المثقفة، الذكية، القارئة التي تمتلك مخزوناً لغوياً يسعفها عندما تخونها أفكارها وذاكرتها على الهواء، صاحبة البديهة الحاضرة، تتفوق على أقرانها.
من السهل الحصول على شكل جميل وبالتدريب نقترب من الصوت المناسب، والجميع مع توافر الظروف المناسبة يستطيع دراسة الإعلام واتباع دورات تدريبية..أما ماذكرته سابقاً في بداية إجابتي من صفات هو حصاد عمر من السعي.

*- كيف كان شعورك في أول مرة كنت فيها على الهواء مباشرة؟
إلى الآن في كل مرة أدخل الاستديو أشعر أني أعيش أحلام طفولتي، حتى الآن أشعر أنه اليوم الأول لي في العمل، يتملكني شعور السعادة كطفل عاد ليرى أمه بعد يومه الأول في دار الحضانة.

*- ما المصاعب التي تواجهكِ في العمل الإذاعي؟
المصاعب متعلقة برغبتي في الإضاءة على جوانب مجتمعية أو مواهب شابة، تكون الصورة أساسية فيها.. أما متاعب مباشرة لايوجد.

*- كيف ترين الإعلام السوري حالياً؟
بدأ يتنفس الصعداء مع دخول عدد كبير من جيل الشباب لهذا المجال، فأكثر من يستطيع أن ينهض بالمستقبل هو جيل عاش المرحلة بهمومها وطموحاتها، مع هذه الطاقة النقية التي يمتلكها هذا الجيل نستطيع أن نصنع الفرق.
خاصة أننا لاحظنا أن إعلاميين شبان وشابات في مواقع التغيير والقيادة لوسائل إعلامية مختلفة لكن يحتاج للدعم الكافي وتوفير الإمكانيات ليتمكن من تحقيق طموحاته..

*- ما رسالتك التي تحاولين إيصالها من خلال عملك؟
الإنسانية أساس أي عمل في الحياة وهي الرسالة الأسمى .. والإخلاص للمهنة يحملنا رسائل عديدة مع كل يوم جديد، لكن يبقى الهدف الأساسي بناء الإنسان و المجتمع الذي يبنى بأحلامنا جميعاً وبإيماننا أن كل فرد قادر على التغيير من مكانه دون منافسة فلكل فرد أسلوب حياة مختلف.

*- هل تمارسين الرياضة؟
نعم بالتأكيد، الرياضة أصبحت ضرورة لكل صحفي صحياً نتيجة الجلوس لفترات طويلة والانحناء أمام الميكروفون أو الكومبيوتر، ونفسياً ليتحمل ويفرغ الضغوط والتناقضات بالمشاعر التي يعيشها مع كل خبر وكل كلمة وحوار.

*- ما اللعبة التي تتابعينها؟ والفريق الذي تشجعينه؟
أنا من عشاق كرة القدم، محلياً اشجع نادي تشرين.. برشلونة في الدوري الإسباني والأرجنتين عالمياً

*- لماذا ترتبط الرياضة بالرجل دائماً فمن النادر أن نجد مذيعة تهوى هذا المجال؟
نظرة مجتمع وعقلية غير قابلة للتطور كان شغفي الإعلام الرياضي وصنعت تقارير وتغطيات لمباريات عدة لكن أول المنتقدين لي كانوا من زملاء إعلاميين رياضيين (ذكور) وأؤكد منتقدين لي كأنثى أنزل إلى الملعب وليس لمادتي الإعلامية.
قررت الابتعاد عن الإعلام الرياضي المحلي على الرغم من الشغف لهذا المجال، لأني أرى الإعلام محبة وليس منافسة لربما أعيد التجربة لكن إن وجدت فرصة لعمل خارج البلد.. حديثي عن تجربة شخصية يلخص الإجابة عن سؤالك

*- ماطموحك ؟
الطموح ليس محطة نصل إليها أبداً، الطموح يتجدد في كل محطة نصل إليها وأشكر الله أني (طماعة) في طموحي ولا أشعر بالرضا عن عملي، هذا يساعد في تطوير الذات أكثر، وأعتقد أن من يعرف كل شيء لا يعرف شيء، تسع سنوات من العمل الإعلامي ليست كافية لأقول حققت شيئاً، لازلنا في بداية البداية، أما الرؤى المستقبلية فتدور حول مشروع إعلامي، إعلامي بحت بعيد عن أي هدف تجاري، هدفه استقطاب الشباب الذي لم يجد فرصة للعمل ورصيده هو الشغف للعمل فقط، لأن فرصة العمل تحتاج لخبرة والخبرة تحتاج لفرصة عمل وهنا تضيع الروح والشغف ويتحول الإعلامي إلى آلة فقط.
صفوان الهندي

 

 

اضافة تعليق

back-top