في عيد الشهداء.. الرياضة السورية تزفّ "509 " شهيداً بينهم " 32 " لاعباً ولاعبة في المنتخبات الوطنية

بتاريخ: 2021-05-05
text

عانقوا القمم فرفعوا العلم ليصدح النشيد الوطني وسط إعجاب الحضور ، فهؤلاء النجوم صنعوا الفرح للشعب السوري وعادوا ليتم استقبالهم كالأبطال الفاتحين، وهم كذلك فالرياضة كانت طريقهم للإرتقاء من جديد صوب العلياء والمجد والشموخ حين ارتقوا شهداء دفاعاً عن سورية لذات العلم الذي رفعوه في البطولات، واليوم يلفهم ذات العلم وهم يوسدون تراب الوطن الغالي الذي دافعوا عنه مع الجيش والأطباء والمهندسين والعمال والفنانين..و..و بدمائهم الغالية.
الرياضيون يدركون عظم المسؤولية في رفع اسم الوطن ورفع علمه بين الجميع ، وكيف يعرقون ويتعبون في التدريبات والمباريات لتحقيق الحلم ، وعندما نادت سورية هلموا يا أبنائي للدفاع عن أرضي وشعبي، هتفوا.. "لبيك سورية لبيك سورية"، فتسابقوا لصناعة المجد وكتابة التاريخ بدمائهم الزكية الطاهرة.
إنها الحرب التي لا تختلف معانيها ولا أدواتها بمرور الأزمان، ولا تنأى نيرانها عن طفل أو كهل، ولا عن زهرة أو حجر , والحرب الإرهابية التي تعرضت لها سورية على مدى عشرة أعوام ماضية التهمت خلالها أعداداً لا تُحصى من البشر، وهجّرت الكثير من أبناء الوطن ودمرت الحجر والشجر وفتكت بالبشر ومنها المنشآت الرياضية.
واليوم يبدو المشهد مُختلفاً في الرياضة السورية عن السنوات الأخيرة, سورية عادت لتضجّ بنشاط وحيوية منتخباتها ورياضييها الذين يُحقّقون إنجازات خارجية، والكثير من الملاعب والمنشآت المُدمرّة بدأت مرحلة الترميم والصيانة, فعادت رياضة سورية لتبتسم من جديد.
لقد عانت الرياضة السورية كغيرها من القطاعات الأخرى ودفعت تكلفة عالية, ارتقى رياضيون شهداء وتعرّض آخرون لإصابات ودُمّرت منشآت رياضية بفعل استهداف الجماعات الإرهابية لها, كانت سورية ورياضتها تنزف من جراحها التي زادتها قوة على قوة فسورية وشعبها لا يسقطون.
وفي ذكرى عيد الشهداء الذي يصادف يوم السادس من أيار نتذكر من وهب نفسه وروحه الزكية فداء للوطن ومضى في رحلة الخلود وانضم إلى قافلة أكرم من في الدنيا وأنبل بني البشر حيث قدّمت الرياضة السورية "509 " شهيداً رياضياً من بينهم " 32 " لاعباً ولاعبة في المنتخبات الرياضية .
إنّهم الرجال الذين تنحني لهم الهامات إجلالاً لما بذلوه من أجل عزة الوطن وقدسية ترابه , فتحية الإكبار والاعتزاز لهم , تحية إلى الذين أعطوا وضحوا فكان عطاؤهم أعظم ما يكون العطاء وكانت تضحيتهم أروع ماتكون التضحية، ليكتبوا التاريخ من جديد بأن سيدة العواصم وأقدمها باقية بقاء الكون ورافعة هامتها لتعانق السحاب حتى تصل لمجالس الشهداء لتهمس في آذانهم .. أنتم الأبطال وأنا باقية على عهد الشرفاء فأنا سيدة المدن وأنتم سيوف العز والشرف لذا فجميعنا نرتقي حتى عنان السماء.
صفوان الهندي

 

 

اضافة تعليق

back-top