مناف نابي: مدرب اللياقة الذي لا يطور نفسه لن يحقق النجاح

بتاريخ: 2021-03-01
text

يعتبر المعد البدني التونسي مناف نابي من أشهر المعدين البدنيين العرب الذين عملوا في عدة أندية كبيرة وهو يعتز بكل محطات مسيرته الرياضية إلا أنه يعتز ويفتخر برحلة عمله مع الوداد المغربي إضافة إلى تجربته الحالية الأن مع الرفاع البحريني حيث يعتبر واحداً من أبرز الأسماء التي فرضت نفسها بقوة في رحلة الإعداد البدني بكرة القدم خلال السنوات الأخيرة.
حاورنا مناف نابي عن مسيرته وطموحاته وواقع الكرة العربية إضافة إلى العديد من المواضيع الأخرى التي شكّلت اركان هذا الحوار:

*- كيف بدأت مسيرتك الرياضية حتى وصلت إلى عالم الاحتراف في الإعداد البدني بكرة القدم؟
مناف نابي من مواليد 1984 مدينة المنستير التونسية التي أنجبت العديد من المدربين الكبار ,لعبت كرة القدم بالاتحاد الرياضي المنستيري في صفوف الشباب ثم التحقت بكلية التربية البدنية -اختصاص كرة قدم ومن ثم إلى أوروبا (فرنسا- بريطانيا) لمدة عامين من المحاضرات والدراسة ونلت دبلومات: مدرب كرة قدم كاف أ من الاتحاد الأفريقي - معد بدني من الفيفا - معد بدني من الجامعة التونسية لكرة القدم - محاضر دولي من الأكاديمية البريطانية للعلوم والبحث العلمي - أستاذ مميز في التربية البدنية ,بدأت الاحتراف في 2008-2009 مع فريق دارنس الليبي والتتويج ببطولة الدرجة الثانية وفي 2010-2011 عدت لفريقي الأم الاتحاد الرياضي المنستيري بالدوري التونسي الممتاز وفي 2012 كانت أول تجربة بالإمارات مع فريق دبا الحصن الفجيرة ومن ثم عدت إلى تونس مع مستقبل الرياضي بالمرسى وترشحنا للبطولة العربية وفي 2014 كان الاحتراف بالمغرب مع اولمبيك آسفي بالدوري الممتاز المغربي وفي 2015-2017 عملت ثلاث سنوات مع النجم الساحلي حصلت فيها على كل الألقاب المحلية كأس وبطولة والألقاب قارية كأس أفريقيا والسوبر الأفريقي.
وفي 2017 انتقلت للبحرين مع فريق النجمة البحريني وتوجنا بكأس جلالة الملك وبعد التتويج مباشرة تلقيت عرضاً من الوداد المغربي وانتقلت إليه عام 2018 وبقيت فيه 3 سنوات ونصف ,صحيح أنا تونسي لكن ما أعطاني إياه الوداد وجمهوره جعلني أغرم بهذا الفريق كثيراً , نلت وأحرزت معه ألقاباً كثيرة وفي 2021 عدت للبحرين كمشرف عام على الإعداد البدني في فريق الرفاع متصدر الدوري الأن ويستعد لخوض نهائي كأس جلالة الملك مع الأهلي.

*- لماذا تركت الأندية المغربية واتجهت نحو البحرين؟
المدرب الشاطر هو الذي يعرف متى يترك بصراحة, حققت كل شيء مع الوداد لكن يبقى حب الجمهور أغلى شيء وأكبر مكسب في حياتي الرياضية, فخيرت الخروج بهدوء وبدون ضوضاء احتراماً للنادي الذي أعطاني الكثير, انتقلت للرفاع البحريني الذي يضم نخبة اللاعبين منهم 13 لاعباً بالمنتخب الأول و 6بالأولمبي وفوز المنتخب البحريني بكأس الخليج وكأس آسيا جعلني أنتقل إليه , وكنت أتمنى تحقيق لقب آسيوي مع الرفاع خاصة أننا كنا مرشحين لربع نهائي كأس آسيا قبل إلغائه.

*- مع تطور الألعاب وتنوعها والاهتمام بالجانب البدني قبل الفني هل اختلف دور المعد البدني كثيراً عن الماضي؟
بالتأكيد.. لأن جيل اللاعبين يتغير واليوم نحن في ٢٠٢١ كل شيء تغير ومدرب اللياقة الذي لا يطور من نفسه لن يحقق النجاح ,اليوم عصر اللياقة البدنية تغير , ويجب أن يتأقلم المعد مع المدرب الذي يعمل معه ومع عقلية البلد الذي يعمل فيه, فأنا أخصص يومياً 8 ساعات في مكتبي بالنادي لتخطيط وبرمجة وتقييم كل حصة قبل وبعد إضافة لمراقبة اللاعبين داخل الميدان وتقييمهم البدني بالأجهزة "المسافة والسرعة", ومراقبتهم خارج الملعب وهذه أهم نقطة لأنه يجب أن نعرف الفرق بين اللاعبين والأندية وهذه هي النقطة التي يجب أن نعمل عليها في المحافظة على حياة اللاعب خارج الميدان والحمد الله بالمحاضرات والبرامج الإلكترونية وصلت للمراقبة والسيطرة على اللاعبين خارج الميدان , اليوم المعد البدني هو مدرب بدني لازم يحسن اللاعبين بدنياً وتكتيكياً فيجب أن لا ينسى العمل البدني مع العمل التكتيكي.

*- ماذا تنصح اللاعبين مع استمرار تعليق الأنشطة الرياضية بسبب وباء كورونا بما أنك خبير في اللياقة البدنية؟
فريق بايرن ميونيخ الألماني أعطانا درساً في اللياقة البدنية فكل العالم شاهد التغيير الكبير في الجسم وتضخم العضلات للاعبي البايرن بعد فترة الكورونا, ويبقى السؤال ماذا حدث وكيف؟ والجواب أنّ مدرب اللياقة استغل فرصة الكورونا والحجر المنزلي كما يجب لتضخيم العضلات لأنه عندما تكون هناك مباريات فمن الصعب أن تجد الوقت المناسب والكافي للعمل على تضخيم العضلات , وتبقى ىشطارة مدرب اللياقة في حسن التصرف مع اللاعبين على المستوى الذهني , وأنصح كل لاعب أن ينظر لكرة القدم كمهنة للعيش لأنه سيحترم عمله بالانضباط خارج الملعب سيعطي كل ماعنده في التمارين, واللاعب الذي يهتم بجسمه خارج الملعب الذي هو سلاحه في كرة القدم فسيكون الجسم بأفضل حالاته داخل الملعب.

*- كيف تقرأ استعداد منتخب البحرين للمباريات الثلاث المتبقية في الدور الثاني لتصفيات كأس العالم أمام كمبوديا وإيران وهونج كونغ؟
المنتخب أمام فرصة تاريخية للتأهل لكأس العالم باقي ثلاث مباريات ,المجموعة ليست سهلة لكن المنتخب أظهر للجميع أنه قادر على فعل المستحيل ,فاز ببطولة غرب آسيا أمام السعودية والإمارات وقطر وعمان والكويت فلماذا لا يتأهل لكأس العالم وأنا أرى أنه يستطيع فعل ذلك.

*- برأيك.. هل حقق هيليو دي سوزا طموحات الكرة البحرينية؟
دي سوزا مدرب برتغالي يمتلك سيرة ذاتية غنية , ونجاحه لم يأت من فراغ ,هذا المدرب فرض استراتيجية عمل وتخطيط على كل الأندية البحرينية وهو قريب جداً من اللاعبين , إنسان مجتهد ولا ننسى الجهاز الفني الذي يعمل معه, ودي سوزا حقق مالم يقدر أي مدرب على تحقيقه في البحرين فهو استطاع تحسين مرتبة المنتخب في الترتيب العالمي والفوز بكأس الخليج وببطولة غرب آسيا وقريباً التأهل لكأس العالم.

*- ما الفرق بين اللاعب العربي واللاعب الأوروبي بالنسبة لك ؟
الفرق واضح لأنني عشت التجربتين , اللاعب الأوروبي يقضي أقل شيء 8 ساعات بالنادي مع برنامج فني وطبي أما اللاعب العربي لايتواجد أكثر من ساعتين , وهذه حقيقة يجب أن نعمل عليها كما هو الحال في بعض الأندية الكبيرة التي فرضت على اللاعبين التواجد ٥ ساعات على الأقل في النادي , وأنا استطعت ذلك من خلال توعية اللاعبين بقيمة الاستشفاء والنوم والأكل الصحي.

*- من هو أفضل نادٍ في أفريقيا وأسيا هذا الموسم؟
بصراحة نادي الأهلي المصري فريق القرن من حيث الألقاب ولابد أن نشيد في الأعوام الأخيرة بالفرق العربية الوداد والترجي والرجاء والأهلي والزمالك ونهضة بركان, وأسيوياً الهلال السعودي وأتمنى أن نشاهد الرفاع والهلال في نهائي عربي - آسيوي.

*- ذكرت في إحدى المقابلات أنك حققت كل شيء في أفريقيا وطموحك الآن العمل في أوروبا؟ فهل هذا الحلم مازال يراودك ؟
طبعاً مازلت مصراً على هذا الحلم وهو هدف من أهداف في حياتي ,حققت كل ألقاب أفريقيا , وبعد أن أحقق لقباً آسيوياً سيكون الهدف العمل في أوروبا وفي النهاية لكل مجتهد نصيب.
صفوان الهندي

 

اضافة تعليق

back-top